صفحة جزء
10695 4823 - (11079) - (3\11) عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا أصحابي؛ فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم، ولا نصيفه".


* قوله : "لا تسبوا أصحابي"؛ قيل: الخطاب لمن بعد الصحابة؛ تنزيلا لهم منزلة الموجودين الحاضرين.

وقيل: للموجودين من العوام في ذلك الزمان الذين لم يصاحبوه صلى الله عليه وسلم، ويفهم خطاب من بعدهم بدلالة النص.

وقيل: الخطاب بذلك لبعض الصحابة؛ لما ورد أن سبب الحديث أنه كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف شيء، فسبه خالد، فالمراد بأصحابي: الأصحاب المخصصون، وهم السابقون على المخاطبين في الإسلام.

وقيل: ينزل الساب؛ لتعاطيه ما لا يليق به من السب منزلة غيرهم، فخوطب خطاب غير الصحابة.

وقال الشيخ تقي الدين السبكي: الظاهر أن المراد بقوله: "أصحابي": من أسلم قبل الفتح، وأنه خطاب لمن أسلم بعد الفتح، ويرشد إليه آخر الحديث،

[ ص: 378 ]

مع قوله تعالى: لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل [الحديد: 10] الآية، ولا بد لنا من تأويل ليكون المخاطبون غير الأصحاب.

قلت: الداعي إلى التأويل هو قوله: "لو أنفق أحدكم". . . إلخ، وإلا، فخطاب الصحابة بألا يسب بعضهم بعضا غير بعيد، فإذا منع الصحابي عن السب، فغيره بالأولى.

* "مد أحدهم": المد - بضم فتشديد - : مكيال معلوم، و"النصيف": لغة في النصف، أو هو مكيال دون المد، والضمير على الأول للمد، وعلى الثاني لأحدهم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية