صفحة جزء
10715 4838 - (11099) - (3\13) عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "افتخرت الجنة والنار، فقالت النار: يا رب! يدخلني الجبابرة والمتكبرون والملوك والأشراف. وقالت الجنة: أي رب! يدخلني الضعفاء والفقراء والمساكين. فيقول الله - تبارك وتعالى - للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، وقال للجنة: أنت رحمتي وسعت كل شيء، ولكل واحدة منكما ملؤها. فيلقى في النار أهلها، فتقول: هل من مزيد؟ قال: ويلقى فيها وتقول: هل من مزيد؟ ويلقى فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يأتيها - تبارك وتعالى - ، فيضع قدمه

[ ص: 388 ]

عليها، فتزوى فتقول: قدي قدي، وأما الجنة، فيبقي فيها أهلها ما شاء الله أن يبقي، فينشئ الله لها خلقا ما يشاء".



* قوله : "فقالت النار. . . إلخ": كأنها افتخرت بأنها عقوبة لأعداء الله، والجنة افتخرت بأنها راحة لأولياء الله، فقطع الله تعالى افتخارهما بإضافة العذاب والرحمة إليه.

* "وسعت كل شيء": يحتمل أنه على صيغة المتكلم جاء معترضا في البين للمدح عند جري ذكر الرحمة؛ أي: وسعت كل شيء رحمة وعلما، أو على صيغة الغيبة؛ لمدح الرحمة مطلقا، لا الجنة؛ أي: إن رحمتي وسعت كل شيء، وإن قلت: إنه مدح للجنة بخصوصها، فلا بد من اعتبار قيد المشيئة؛ أي: وسعت كل شيء أشاء، وحينئذ لو قرئ على صيغة خطاب المؤنث، ويجعل خبرا بعد خبر لأنت، لا معترضا، كان له وجه، والله تعالى أعلم.

* "فيضع قدمه": قد سبق تفسيره قريبا في مسند أبي هريرة.

* "قدي": بالإضافة إلى ياء المتكلم؛ أي: حسبي.

* "فيبقى فيها"؛ أي: خاليا.

في "المجمع"؛ قلت: في "الصحيح" بعضه محالا على حديث أبي هريرة، رواه أحمد، ورجاله ثقات؛ لأن حماد بن مسلمة روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية