صفحة جزء
10735 4853 - (11119) - (3\15 - 16) عن ابن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ من بئر بضاعة، فقلت: يا رسول الله! توضأ منها وهي يلقى فيها ما يلقى من النتن! فقال: "إن الماء لا ينجسه شيء".


* قوله : " من بئر بضاعة": بضم الباء والضاد المعجمة، وأجيز كسر الباء، وحكي بالصاد المهملة.

* قوله : " توضأ منها "؛ أي: تتوضأ.

* "من النتن": ضبط بفتحتين، قيل: عادة الناس دائما في الإسلام

[ ص: 397 ]

والجاهلية تنزيه المياه وصونها عن النجاسات، فلا يتوهم أن الصحابة - وهم أطهر الناس وأنزههم - كانوا عمدا يفعلون ذلك، مع عزة الماء فيهم، وإنما كان من أجل أن هذه البئر كانت في الأرض المنخفضة، وكانت السيول تحمل الأقذار من الطرق وتلقيها فيها، وقيل: كانت الريح تلقي ذلك، ويجوز أن يكون السيل والريح تلقيان جميعا، وقيل: يجوز أن المنافقين كانوا يفعلون ذلك.

* "لا ينجسه شيء"؛ أي: مما دام لا يغيره، وأما إذا غيره، فكأنه أخرجه عن كونه ماء، فما بقي على الطهورية لكونه صفة الماء، والمغير كأنه ليس بماء، والله تعالى أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية