صفحة جزء
1140 - حدثنا محمد بن خزيمة قال : ثنا عبد الله بن رجاء قال : أنا زائدة ، عن منصور ، عن ربعي ، قال : ثنا أبو الأبيض ، قال : ثنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا العصر والشمس بيضاء ، ثم أرجع إلى قومي ، وهم جلوس في ناحية المدينة ، فأقول لهم : قوموا فصلوا ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى .

فقد اختلف عن أنس بن مالك رضي الله عنه في هذا الحديث ، فكان ما روى عاصم بن عمر بن قتادة وإسحاق بن عبد الله ، وأبو الأبيض ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، يدل على التعجيل بها ، لأن في حديثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصليها ، ثم يذهب الذاهب إلى المكان الذي ذكروا ، فيجدهم لم يصلوا العصر .

ونحن نعلم أن أولئك لم يكونوا يصلونها إلا قبل اصفرار الشمس ، فهذا دليل التعجيل .

وأما ما روى الزهري عن أنس رضي الله عنه ، فإنه قال : كنا نصليها مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم نأتي العوالي والشمس مرتفعة ، فقد يجوز أن تكون مرتفعة قد اصفرت .

فقد اضطرب حديث أنس هذا ، لأن معنى ما روى الزهري منه بخلاف ما روى إسحاق بن عبد الله وعاصم بن عمر ، وأبو الأبيض عن أنس رضي الله عنه .

[ ص: 191 ] وقد روي في ذلك أيضا عن غير أنس .

التالي السابق


الخدمات العلمية