صفحة جزء
71 - باب الأفضل في صلاة التطوع

هل هو طول القيام أو كثرة الركوع والسجود ؟

2730 - حدثنا فهد ، قال : ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، قال : ثنا أبو الأحوص وحديج ، عن أبي إسحاق ، عن المخارق ، قال : خرجنا حجاجا ، فمررنا بالربذة فوجدنا أبا ذر قائما يصلي ، فرأيته لا يطيل القيام ، ويكثر الركوع والسجود ، فقلت له في ذلك فقال : ما ألوت أن أحسن أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من ركع ركعة ، وسجد سجدة ، رفعه الله بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة .

قال أبو جعفر : فذهب قوم إلى أن كثرة الركوع والسجود أفضل في صلاة التطوع من طول القيام والقراءة ، واحتجوا في ذلك بهذا الحديث .

وخالفهم في ذلك آخرون ، فقالوا : طول القيام في ذلك أفضل .

وكان من الحجة لهم في ذلك ، ما قد رويناه فيما تقدم من كتابنا هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل أي الصلاة أفضل ؟ قال : طول القنوت وفي بعض ما رويناه في ذلك طول القيام . ففضل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك إطالة القيام على كثرة الركوع والسجود .

وليس في حديث أبي ذر الذي ذكرنا خلاف لهذا عندنا ؛ لأنه قد يجوز أن يكون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ركع لله ركعة ، وسجد سجدة على ما قد أطيل قبله من القيام .

[ ص: 477 ] ويجوز أيضا من ركع لله ركعة ، وسجد سجدة ، رفعه الله بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة وإن زاد مع ذلك طول القيام كان أفضل ، وكان ما يعطيه الله على ذلك من الثواب أكثر .

فهذا أولى ما حمل عليه معنى هذا الحديث ، لئلا يضاد الأحاديث الأخر التي ذكرنا . وممن قال بهذا القول الآخر في إطالة القيام ، وأنه أفضل من كثرة الركوع والسجود ، محمد بن الحسن .

التالي السابق


الخدمات العلمية