صفحة جزء
2884 - فإذا إبراهيم بن مرزوق قد حدثنا ، قال : ثنا عثمان بن عمر بن فارس ، قال : أنا أسامة ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر يوم أحد بحمزة ، وقد جدع ومثل به فقال : لولا أن تجزع صفية لتركته حتى يحشره الله من بطون الطير والسباع .

[ ص: 503 ] فكفنه في نمرة ، إذا خمر رأسه بدت رجلاه ، وإذا خمر رجليه بدا رأسه ، فخمر رأسه ، ولم يصل على أحد من الشهداء غيره وقال : أنا شهيد عليكم يوم القيامة .

ففي هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يصل يومئذ على أحد من الشهداء غير حمزة ، فإنه صلى عليه ، وهو أفضل شهداء ( أحد ) .

فلو كان من سنة الشهداء أن لا يصلى عليهم ، لما صلى على حمزة ، كما لم يغسله ، إذ كان من سنة الشهداء أن لا يغسلوا . وصار ما في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ، صلى على حمزة ، ولم يصل على غيره . فهذا يحتمل أن يكون لم يصل على غيره ، لشدة ما به مما ذكرنا ، وصلى عليهم غيره من الناس . وقد جاء في غير هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى يومئذ ، على حمزة ، وعلى سائر الشهداء .

التالي السابق


الخدمات العلمية