صفحة جزء
3705 - حدثنا ربيع المؤذن ، قال : ثنا شعيب بن الليث ، عن الليث عن نافع ، أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أراد الحج عام نزل الحجاج بابن الزبير .

فقيل له : إن الناس كائن بينهم قتال ، وإنا نخاف أن يصدوك عن البيت . فقال :
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة إذا أصنع كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إني أشهدكم أني قد أوجبت حجا مع عمرتي ، ثم خرج ، حتى إذا كان بظهر البيداء قال : ما شأن الحج والعمرة إلا واحدا ، أشهدكم أني قد أوجبت حجا مع عمرتي ، وأهدى هديا اشتراه بقديد .

فانطلق يهل بهما جميعا ، حتى قدم مكة ، فطاف بالبيت وبين الصفا والمروة ، ولم يزد على ذلك ، ولم ينحر ، ولم يحلق ، ولم يقصر ، ولم يحل من شيء حرم عليه ، حتى كان يوم النحر ، فنحر ، وحلق ورأى أن قد قضى طواف الحج والعمرة بطوافه الأول ، وكذلك فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فإن قال قائل : فكيف تقبلون مثل هذا ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، وقد رويتم عنه فيما تقدم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم تمتع ؟

[ ص: 152 ] فجوابنا له في ذلك مثل جوابنا له في حديث ابن عباس رضي الله عنهما وعائشة رضي الله عنها .

التالي السابق


الخدمات العلمية