صفحة جزء
3877 - حدثنا ربيع المؤذن ، قال : ثنا أسد بن موسى ، قال : ثنا حاتم بن إسماعيل المديني ، قال : ثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : دخلنا على جابر بن عبد الله ، فسألته عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج ، ثم أذن في الناس في العاشرة : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج .

فقدم المدينة بشر كثير يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرجنا حتى إذا أتينا ذا الحليفة ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ، ثم ركب القصواء حتى إذا استوت به على البيداء ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا وينزل عليه القرآن ، وهو يعرف تأويله ، ما عمل من شيء عملنا به ، فأهل بالتوحيد وأهل الناس بهذا الذي يهلون به ، ولم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم شيئا ، ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته .

قال جابر رضي الله عنه : لسنا ننوي إلا الحج ، لسنا نعرف العمرة ، حتى إذا كنا آخر طواف على المروة [ ص: 191 ] قال : إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ، ولجعلتها عمرة ، فمن كان ليس معه هدي فليحلل وليجعلها عمرة . فحل الناس ، وقصروا إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن كان معه الهدي . فقام سراقة بن مالك بن جعشم ، فقال : يا رسول الله ، عمرتنا هذه لعامنا هذا ، أم للأبد ؟ فقال : فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه في الأخرى ، فقال : دخلت العمرة - هكذا - في الحج . مرتين . فحل الناس كلهم وقصروا ، إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن كان معه هدي
.

قال أبو جعفر : وقول سراقة هذا للنبي صلى الله عليه وسلم ، وجواب النبي صلى الله عليه وسلم إياه ، يحتمل أن يكون أراد به عمرتنا هذه في أشهر الحج للأبد ، أو لعامنا هذا ؛ لأنهم لم يكونوا يعرفون العمرة فيما مضى في أشهر الحج ، ويعدون ذلك من أفجر الفجور ، فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : " هي للأبد " .

التالي السابق


الخدمات العلمية