صفحة جزء
4018 - حدثنا علي بن عبد الرحمن قال : ثنا يحيى بن معين قال : ثنا وهب بن جرير قال : ثنا أبي قال : سمعت يونس ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان أسامة بن زيد ردف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى المزدلفة ، ثم أردف الفضل بن عباس رضي الله عنهما من مزدلفة إلى منى ، فكلاهما قالا : لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة .

فقد جاءت هذه الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يلبي حتى رمى جمرة العقبة وصح مجيئها ، ولم يخالفها عندنا ما قدمناه في أول هذا الباب لما قد شرحنا وبينا .

وهذا الفضل بن عباس رضي الله عنهما ، فقد كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دفع من عرفة ، وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة يلبي حينئذ وبعد ذلك .

وقد ذكرنا عن أسامة أنه قال : كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة ، فلم يكن يزيد على التهليل والتكبير ، فدلت تلبيته بعرفة أنه قد كان له أن يلبي أيضا بعرفة وأنه إنما كان تكبيره وتهليله بعرفة كما كان له قبلها ، لا أن يجعل مكان التلبية تهليلا وتكبيرا .

ألا ترى إلى قول عبد الله في حديث مجاهد : لبى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رمى جمرة العقبة ، إلا أنه ربما كان خلط ذلك بتكبير وتهليل .

[ ص: 226 ] فأخبر عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد كان يخلط التكبير بالتهليل ، وكان التهليل والتكبير ، لا يدلان على أن لا تلبية في وقتها ، والتلبية في ذلك الوقت تدل على أن ذلك الوقت كان وقت تلبيته .

فثبت بتصحيح هذه الآثار أن وقت التلبية إلى أن يرمي جمرة العقبة يوم النحر .

التالي السابق


الخدمات العلمية