صفحة جزء
6947 - وقد روي عن عكرمة في هذا الباب أيضا ، ما حدثنا محمد بن النعمان ، قال : ثنا أبو ثابت المدني قال : ثنا حماد بن زيد ، عن رجل ، عن عكرمة ، عن أبي هريرة قال : الصورة الرأس ، فكل شيء ليس له رأس ، فليس بصورة .

وفي قول جبريل ، صلوات الله عليه ، لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، في حديث أبي هريرة : إما أن تجعلها بساطا ، وإما أن تقطع رءوسها ، دليل على أنه لم يبح من استعمال ما فيه تلك الصور إلا بأن يبسط .

فإن قال قائل : ففي حديث أبي طلحة أنه كان في بيته ستر فيه تصاوير ، ولم يدخل ذلك عنده فيما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة " ؛ لأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إلا ما كان رقما في ثوب " .

قيل له : أما ما ذكرت من الستر ، فإنما هو فعل أبي طلحة ، وقد يجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يوقفه على أن ذلك الثوب المستثنى هو الستر .

وقد يجوز أن يكون الستر أيضا فيما استثنى .

[ ص: 288 ] فلما احتمل ما ذكرناه ، وكان في حديث مجاهد ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما وصفنا ، علمنا أن الثياب المبسوطة ، كهيئة البسط ، لا ما سواها من الثياب المعلقة والملبوسة ، وهذا قول أبي حنيفة ، وأبي يوسف ، ومحمد ، رحمهم الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية