صفحة جزء
6962 - حدثنا أبو بكرة قال : ثنا وهب ، قال : ثنا شعبة ، عن سماك ، عن النعمان ، عن عمر ، مثله .

فهذه صفة التوبة التي أمرهم الله عز وجل بها في كتابه .

فأما قولهم : نتوب إلى الله ، ليس من هذا في شيء .

قيل لهم : إن ذلك وإن كان كما ذكرتم ، فإنا لم نبح لهم أن يقولوا : نتوب إلى الله عز وجل على أنهم معتقدون للرجوع إلى ما تابوا منه .

ولكنا أبحنا لهم ذلك ، على أنهم يريدون به ترك ما وقعوا فيه من الذنب ، ولا يريدون العودة في شيء منه .

فإذا قالوا ذلك ، واعتقدوا هذا بقلوبهم ، كانوا في ذلك مأجورين مثابين .

فمن عاد منهم بعد ذلك في شيء من تلك الذنوب ، كان ذلك ذنبا أصابه ، ولم يحبط ذلك أجره المكتوب له بقوله الذي تقدم منه واعتقاده معه ما اعتقد .

فأما من قال : أتوب إلى الله عز وجل وهو معتقد أنه يعود إلى ما تاب منه ، فهو بذلك القول فاسق معاقب عليه ، لأنه كذلك على الله فيما قال .

[ ص: 291 ] وأما إذا قال ، وهو معتقد لترك الذنب ، الذي كان وقع فيه ، وعازم أن لا يعود إليه أبدا ، فهو صادق في قوله ، مثاب على صدقه ، إن شاء الله تعالى .

وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : الندم توبة .

التالي السابق


الخدمات العلمية