صفحة جزء
[ ص: 162 ] 978 - حدثنا ابن خزيمة قال : ثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : ثنا أبان بن يزيد ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن حفص بن عبيد الله ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين المغرب والعشاء في السفر .

قال أبو جعفر : فذهب قوم إلى أن الظهر والعصر وقتهما واحد ، قالوا : ولذلك جمع النبي صلى الله عليه وسلم بينهما في وقت إحداهما ، وكذلك المغرب والعشاء في قولهم وقتهما وقت لا يفوت إحداهما حتى يخرج وقت الأخرى منهما . وخالفهم في ذلك آخرون ، فقالوا : بل كل واحدة من هذه الصلوات وقتها منفرد من وقت غيرها . وقالوا : أما ما رويتموه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من جمعه بين الصلاتين ، فقد روي عنه كما ذكرتم .

وليس في ذلك دليل أنه جمع بينهما في وقت إحداهما ، فقد يحتمل أن يكون جمعه بينهما كان كما ذكرتم ويحتمل أن يكون صلى كل واحدة منهما في وقتها كما ظن جابر بن زيد ، وهو روى ذلك عن ابن عباس ، وعمرو بن دينار ، من بعده .

فقال أهل المقالة الأولى : قد وجدنا في بعض الآثار ، ما يدل على أن صفة الجمع الذي فعله صلى الله عليه وسلم كما قلنا .

فذكروا في ذلك ، ما حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا عارم بن الفضل ، قال : ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن نافع ، أن ابن عمر رضي الله عنهما استصرخ على صفية بنت أبي عبيد ، وهو بمكة ، فأقبل إلى المدينة ، فسار حتى غربت الشمس ، وبدت النجوم ، وكان رجل يصحبه ، يقول : الصلاة الصلاة . قال : وقال له سالم : الصلاة . فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا عجل به السير في سفر ، جمع بين هاتين الصلاتين ، وإني أريد أن أجمع بينهما ، فسار حتى غاب الشفق ، ثم نزل فجمع بينهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية