صفحة جزء
[ ص: 115 ] باب فضل الجماعة والعذر بتركها

( قال الشافعي ) : أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { : صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة } ( قال الشافعي ) : ولا أرخص لمن قدر على صلاة الجماعة في ترك إتيانها إلا من عذر وإن جمع في بيته ، أو في مسجد وإن صغر أجزأ عنه ، والمسجد الأعظم وحيث كثرت الجماعات أحب إلي منه وروي { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر مناديه في الليلة المطيرة والليلة ذات الريح أن يقول : ألا صلوا في رحالكم } وأنه صلى الله عليه وسلم قال { إذا وجد أحدكم الغائط فليبدأ به قبل الصلاة } قال فيه أقول لأن الغائط يشغله عن الخشوع قال فإذا حضر فطره أو طعام مطر وبه إليه حاجة وكانت نفسه شديدة التوقان إليه أرخصت له في ترك إتيان الجماعة ( قال المزني ) : وقد احتج في موضع آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { إذا وضع العشاء فأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء } ( قال المزني ) : فتأوله على هذا المعنى لئلا يشغله منازعة نفسه عما يلزمه من فرض الصلاة .

التالي السابق


الخدمات العلمية