صفحة جزء
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا رواه البخاري .


الحديث الثالث ، وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا رواه البخاري . (فيه) فوائد :

(الأولى) أخرجه البخاري في الأيمان والنذور من صحيحه عن إبراهيم بن موسى عن هشام بن يوسف عن معمر عن همام عن أبي هريرة .

(الثانية) أورده الشيخ رحمه الله هنا تبعا للبخاري للاستدلال به على صحة الحلف بهذا اللفظ وما كان مثله من الألفاظ التي يفهم منها ذات الله تعالى ، ولا تحتمل غيره ، وإن لم يكن من أسمائه الحسنى كقوله : والذي أعبده أو أسجد له أو أصلي له أو والذي فلق الحبة أو مقلب القلوب ، وقد صرح به أصحابنا ، ولا يمكن أن يكون فيه خلاف فيما إذا نوى الله تعالى أو أطلق فإن قال قصدت غيره فقال أصحابنا لا يقبل ظاهرا قطعا ، ولا باطنا فيما بينه وبين الله تعالى على الصحيح المعروف في المذهب ، وحكي فيه وجه ضعيف .

(الثالثة) فيه ترجيح جانب الخوف ، وشدة أمر الآخرة وعظمه ، وفيه تميزه عليه الصلاة والسلام بمعارف قلبية وبشرية لا يشاركه فيها غيره ، وحظ الأمة منها معرفتها على الجملة فإن لا سبيل لهم إلى تفاصيلها ، وفي صحيح مسلم من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده لو رأيتم ما رأيت [ ص: 157 ] لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيرا قالوا وما رأيت يا رسول الله قال رأيت الجنة والنار فجمع الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام بين علم اليقين وعين اليقين مع الخشية القلبية ، واستحضار العظمة الإلهية على وجه لم يجمع لغيره ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا ، وهو في الصحيحين من حديث عائشة .

(الرابعة) وفيه الحلف من غير استحلاف لتقوية الخبر به وتأكيده .

التالي السابق


الخدمات العلمية