صفحة جزء
باب ركوب اثنين على الدابة عن بريدة قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي إذ جاء رجل معه حمار فقال يا رسول الله اركب ، فتأخر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ، أنت أحق بصدر دابتك مني إلا أن تجعله لي ، قال فإني قد جعلته لك . قال فركب رواه أبو داود ، والترمذي ، وقال حسن غريب .


باب ركوب اثنين على الدابة عن بريدة قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي إذ جاء رجل معه حمار فقال [ ص: 243 ] يا رسول الله اركب فتأخر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ، أنت أحق بصدر دابتك مني إلا أن تجعله لي قال فإني قد جعلته لك قال فركب رواه أبو داود والترمذي ، وقال حسن غريب . (فيه) فوائد :

(الأولى) رواه أبو داود من طريق علي بن الحسين بن واقد ، ورواه ابن حبان في صحيحه من طريق زيد بن الحباب كلاهما عن حسين بن ، واقد عن عبد الله بن يزيد عن أبيه .

(الثانية) فيه جواز ركوب اثنين على دابة واحدة ، وهو كذلك إذا أطاقته ، وورد ركوب ثلاثة أنفار رواه مسلم في صحيحه عن سلمة بن الأكوع قال لقد قدت بنبي الله صلى الله عليه وسلم ، والحسن ، والحسين بغلته الشهباء حتى أدخلتهم حجرة النبي صلى الله عليه وسلم هذا قدامه ، وهذا خلفه .

(الثالثة) قال القاضي أبو بكر بن العربي الحكمة في أن يكون الرجل أحق بصدر دابته ، وجهان (أنه شرف) والشرف حق المالك (والثاني) أنه يصرفها في المشي على الوجه الذي يراه ، ويختاره من زيادة أو نقص أو إسراع أو بطء بخلاف الراكب معه فإنه لا يعلم مقصده في ذلك .

(الرابعة) فيه تواضعه عليه الصلاة والسلام بركوبه الحمار وإردافه وراءه على الحمار ، وهمه أن يكون رديفا لغيره فينبغي للناس [ الأخذ ] بأخلاقه الكريمة في ذلك ، وغيره ، والله أعلم .

(الخامسة) يمكن أن يكون معنى قوله عليه الصلاة والسلام إلا أن تجعله لي أي التصرف في المشي كيف أردت ، وهو المعنى الذي لأجله كان صاحب الدابة أحق بصدرها فإنه يستشكل قوله أن تجعله لي مع كونه تأخر ، وأذن له في الركوب على مقدمه ، وهذا هو محله له ، وينحل الأشكال بما ذكرته من أن المراد أن يجعل له أمر قيادها بأن يتصرف في سيرها كيف يريد ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية