صفحة جزء

235 . وجوز الوضع -على الترغيب- قوم ابن كرام ، وفي الترهيب


ذكر الإمام أبو بكر محمد بن منصور السمعاني : أن بعض الكرامية ذهب إلى جواز وضع الحديث على النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما لا يتعلق به حكم من الثواب والعقاب ترغيبا للناس في الطاعة ، وزجرا لهم عن المعصية . واستدلوا بما روي في بعض طرق الحديث : " من كذب علي متعمدا -ليضل به الناس- فليتبوأ مقعده من النار " .

[ ص: 314 ] وحمل بعضهم حديث من كذب علي ، أي : قال : إنه ساحر أو مجنون . وقال بعض المخذولين : إنما قال من كذب علي ، ونحن نكذب له ونقوي شرعه . نسأل الله السلامة من الخذلان .

وروى العقيلي بإسناده إلى محمد بن سعيد - كأنه المصلوب - قال : "لا بأس إذا كان كلام حسن أن تضع له إسنادا" . وحكى القرطبي في المفهم عن بعض أهل الرأي أن ما وافق القياس الجلي جاز أن يعزى إلى النبي صلى الله عليه وسلم . وروى ابن حبان في مقدمة تاريخ الضعفاء بإسناده إلى عبد الله بن يزيد المقرئ : أن رجلا من أهل البدع رجع عن بدعته ، فجعل يقول : انظروا هذا الحديث عمن تأخذونه ، فإنا كنا إذا رأينا رأيا جعلنا له حديثا .



التالي السابق


الخدمات العلمية