مراتب التعديل على أربع أو خمس طبقات .

فالمرتبة الأولى : العليا من ألفاظ التعديل ، ولم يذكرها nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم ، ولا nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح فيما زاده عليه; وهي : إذا كرر لفظ التوثيق المذكور في هذه المرتبة الأولى ، إما مع تباين اللفظين ، كقولهم : "ثبت حجة" أو "ثبت حافظ" أو "ثقة ثبت" ، أو "ثقة متقن" أو نحو ذلك . وإما مع إعادة اللفظ الأول ، كقولهم : ثقة ثقة ، ونحوها . وهذا المراد بقولي : ( ولو أعدته ) ، أي : لو أعدت اللفظ الأول بعينه ، فهذه المرتبة أعلى العبارات في الرواة المقبولين ، كما قاله الحافظ أبو عبد الله الذهبي في مقدمة كتابه " ميزان الاعتدال " . وقولي : ( ك : ثقة ثبت ) ، أشير بالمثال إلى أن المراد تكرار [ ص: 371 ] ألفاظ هذه المرتبة الأولى ، لا مطلق تكرار التوثيق .

المرتبة الثانية : وهي التي جعلها nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم ، وتبعه nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح المرتبة الأولى; قال nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم : "وجدت الألفاظ في الجرح والتعديل على مراتب شتى ، فإذا قيل للواحد : إنه ثقة أو متقن ، فهو ممن يحتج بحديثه" . قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : "وكذا إذا قيل : ثبت أو حجة . وكذا إذا قيل في العدل : إنه حافظ أو ضابط" . قال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : "أرفع العبارات أن يقال : حجة ، أو ثقة" .

المرتبة الثالثة : قولهم ليس به بأس ، أو لا بأس به ، أو صدوق ، أو مأمون ، أو خيار . وجعل nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=12795وابن الصلاح هذه المرتبة : الثانية واقتصرا فيها على قولهم : صدوق ، أو لا بأس به . وأدخلا فيها قولهم : محله الصدق . وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم : إن من قيل فيه ذلك ، فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه . وأخرت هذه اللفظة إلى المرتبة التي تلي هذه تبعا لصاحب الميزان .

المرتبة الرابعة : قولهم : محله الصدق ، أو رووا عنه ، أو إلى الصدق ما هو ، [ ص: 372 ] أو شيخ وسط ، أو وسط ، أو شيخ ، أو صالح الحديث ، أو مقارب الحديث - بفتح الراء وكسرها - كما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=12815القاضي أبو بكر بن العربي في شرح nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ; فلهذا كررت هذه اللفظة في وسط البيت وآخره . أو جيد الحديث ، أو حسن الحديث ، أو صويلح ، أو صدوق إن شاء الله ، أو أرجو أنه ليس به بأس ، واقتصر nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم في المرتبة الثالثة من كلامه على قولهم : شيخ . وقال : هو بالمنزلة التي قبلها يكتب حديثه ، وينظر فيه إلا أنه دونهما واقتصر في المرتبة الرابعة على قولهم : صالح الحديث . وقال : إن من قيل فيه ذلك يكتب حديثه للاعتبار . ثم ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح من ألفاظهم على غير ترتيب ، قولهم : فلان روى عنه الناس ، فلان وسط ، فلان مقارب الحديث ، فلان ما أعلم به بأسا . قال : وهو دون قولهم : لا بأس به .

وأما تمييز الألفاظ التي زدتها على كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح ، فهي المرتبة الأولى بكمالها ، [ ص: 373 ] وفي المرتبة الثالثة قولهم : مأمون خيار ، وفي المرتبة الرابعة قولهم : فلان إلى الصدق ما هو ، وشيخ وسط ، ووسط ، وجيد الحديث ، وحسن الحديث ، وصويلح ، وصدوق إن شاء الله ، وأرجو أنه لا بأس به ، وهي نظير ما أعلم به بأسا ، والأولى أرفع; لأنه لا يلزم من عدم العلم حصول الرجاء بذلك .