صفحة جزء

409 . والشك في الأخذ أكان وحده أو مع سواه ؟ فاعتبار الوحده      410 . محتمل لكن رأى القطان
الجمع فيما أوهم الإنسان      411 . في شيخه ما قال والوحدة قد
اختار في ذا البيهقي واعتمد


[ ص: 404 ] إذا شك الراوي هل كان وحده حالة التحمل فيقول في الأداء : حدثني ، أو كان معه غيره ، فيقول : حدثنا ؟ ! فيحتمل أن يقال : يؤدى بلفظ من سمع وحده; لأن الأصل عدم غيره . أما إذا شك في تحمله هل هو من قبيل : أخبرنا ، أو أخبرني ؟ فقد جمعها ابن الصلاح مع مسألة الشك هل هو من قبيل : حدثنا ، أو حدثني ؟ ! وأنه يحتمل أن يقول : أخبرني; لأن عدم غيره هو الأصل . وفيه نظر; لأن قبيل أخبرني أن يكون هو الذي قرأ بنفسه على الشيخ على ما ذكره ابن الصلاح ، وعلى هذا فهو يتحقق سماع نفسه ، ويشك هل قرأ بنفسه أم لا ؟ والأصل : أنه لم يقرأ . وقد حكى الخطيب في “ الكفاية “ عن البرقاني : أنه ربما شك في الحديث هل قرأه هو أو قرئ وهو يسمع فيقول فيه : قرأنا على فلان ؟ ! وهذا حسن فإن إفراد الضمير يقتضي قراءته بنفسه ، وجمعه يمكن حمله على قراءة بعض من حضر لسماع الحديث ، بل لو [ ص: 405 ] تحقق أن الذي قرأ غيره فلا بأس أن يقول : قرأنا . قاله أحمد بن صالح حين سئل عنه . وقال النفيلي : قرأنا على مالك ، وإنما قرئ على مالك ، وهو يسمع .

وأما مسألة الشك هل هو من قبيل : حدثنا أو حدثني ، فقد رأى يحيى بن سعيد القطان : الإتيان بضمير الجمع حدثنا في مسألة تشبهها ، وهي إذا شك في لفظ شيخه ، هل قال : حدثني أو حدثنا ؟ ومقتضاه هنا أن يقول : حدثنا ، وكأن وجهه : أن حدثني أكمل مرتبة فيقتصر في حالة الشك على الناقص ، وقد اختار البيهقي - بعد حكايته كلام ابن القطان - : أنه يوحد فيقول : حدثني . وقولي : ( فيما أوهم ) ، أي : شك ، ومنه حديث أبي سعيد الخدري : "إذا أوهم أحدكم في صلاته فلم يدر أزاد أو نقص ، . . . " الحديث . وقال ثعلب : أوهم : ترك . وهذا لا يمشي في هذا الحديث ، وحكى صاحب المحكم عن ابن الأعرابي ، قال : أوهم ووهم سواء ، وأنشد :

[ ص: 406 ]

فإن أخطأت أو أوهمت شيئا فقد يهم المصافي بالحبيب



وقال : قوله : ( شيئا ) منصوب على المصدر .

التالي السابق


الخدمات العلمية