صفحة جزء
التسميع بقراءة اللحان ، والمصحف


639 . وليحذر اللحان والمصحفا على حديثه بأن يحرفا      640 . فيدخلا في قوله : من كذبا
فحق النحو على من طلبا      641 . والأخذ من أفواههم لا الكتب
أدفع للتصحيف فاسمع وادأب


أي : وليحذر الشيخ أن يروي حديثه بقراءة لحان أو مصحف فقد روينا عن الأصمعي قال: إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : " من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار " ، لأنه لم يكن يلحن ، [ ص: 512 ] فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه وقد روينا نحو هذا عن حماد بن سلمة أنه قال لإنسان : إن لحنت في حديثي فقد كذبت علي ، فإني لا ألحن. وقد كان حماد إماما في ذلك وقد روينا أن سيبويه شكاه إلى الخليل بن أحمد ، قال سألته عن حديث هشام بن عروة عن أبيه في رجل رعف ، فانتهرني ، وقال لي : أخطأت ، إنما هو رعف ، أي بفتح العين - ، فقال له الخليل : صدق ، أتلقى بهذا الكلام أبا أسامة . قال ابن الصلاح : فحق على طالب الحديث أن يتعلم من النحو واللغة ما يتخلص به عن شين اللحن ، والتحريف ، ومعرتهما وروى الخطيب عن شعبة قال : من طلب الحديث ولم يبصر العربية كمثل رجل عليه برنس ، وليس له رأس وروى الخطيب أيضا عن حماد بن سلمة ، قال: مثل الذي يطلب الحديث ولا يعرف النحو ، مثل الحمار عليه مخلاة لا شعير فيها فبتعلم النحو يسلم من اللحن. وأما السلامة من التصحيف فسبيلها الأخذ من أفواه أهل العلم ، والضبط عنهم ، لا من بطون الكتب ، فقلما سلم من التصحيف من أخذ العلم من الصحف من غير تدريب المشايخ .

التالي السابق


الخدمات العلمية