صفحة جزء

647 . وليأت في الأصل بما لا يكثر كابن وحرف حيث لا يغير      648 . والسقط يدرى أن من فوق أتى
به يزاد بعد يعني مثبتا


إذا كان الساقط من الأصل شيئا يسيرا يعلم أنه سقط في الكتابة ، وهو معروف كلفظ : ابن في النسب ، وكحرف لا يختلف المعنى به ، فلا بأس بإلحاقه في الأصل من غير تنبيه على سقوطه . وقد سأل أبو داود أحمد بن حنبل فقال : وجدت في كتابي : " حجاج عن جريج عن أبي الزبير " ، يجوز لي أن أصلحه : " ابن جريج ؟ " فقال : أرجو أن يكون هذا لا بأس به . وقيل لمالك : أرأيت حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - يزاد فيه الواو والألف ، والمعنى واحد ؟ فقال : أرجو أن يكون خفيفا . انتهى . وإذا كان الساقط يعلم أنه [ ص: 516 ] سقط من بعض من تأخر من رواة الحديث ، وأن من فوقه من الرواة أتى به ، فإنه يزاد في الأصل ، ويؤتى قبله بلفظ : يعني ، كما فعل الخطيب إذ روى عن أبي عمر ابن مهدي عن المحاملي بسنده إلى عروة عن عمرة - يعني - عن عائشة قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدني إلي رأسه فأرجله . قال الخطيب : كان في أصل ابن مهدي "عن عمرة ، قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدني إلي رأسه " . فألحقنا فيه ذكر ( عائشة ) ، إذ لم يكن منه بد . وعلمنا أن المحاملي كذلك رواه ، وإنما سقط من كتاب شيخنا ، وقلنا فيه : "يعني عن عائشة " ; لأن ابن مهدي لم يقل لنا ذلك . قال : وهكذا رأيت غير واحد من شيوخنا يفعل في مثل هذا ، ثم روى عن وكيع قال : "أنا أستعين في الحديث بـ : يعني" .

التالي السابق


الخدمات العلمية