صفحة جزء
التصحيف


772 . والعسكري والدارقطني صنفا فيما له بعض الرواة صحفا      773 . في المتن كالصولي "ستا" غير
"شيئا" ، أو الإسناد كابن الندر      774 . صحف فيه الطبري قالا :
"بذر" بالباء ونقط ذالا


[ ص: 102 ] معرفة التصحيف فن مهم ، وقد صنف فيه أبو الحسن الدارقطني ، وصنف فيه أبو أحمد العسكري كتابه المشهور في ذلك ، وذكر العسكري من الزوائد على ابن الصلاح بغير تمييز .

ثم التصحيف ينقسم إلى تصحيف في متن الحديث ، وإلى تصحيف في الإسناد . وينقسم أيضا إلى تصحيف البصر -وهو الأكثر- وإلى تصحيف السمع -كما سيأتي- . وينقسم أيضا إلى تصحيف اللفظ - وهو الأكثر - وإلى تصحيف المعنى - كما سيأتي - . فمثال التصحيف في المتن ما ذكره الدارقطني : أن أبا بكر الصولي أملى في الجامع حديث أبي أيوب مرفوعا : "من صام رمضان ، وأتبعه ستا من شوال ، . . . " . فقال فيه : شيئا - بالشين المعجمة ، والياء آخر الحروف - . وكقول هشام بن عروة في حديث أبي ذر : "تعين ضايعا" - بالضاد المعجمة والياء آخر الحروف - . والصواب- [ ص: 103 ] بالمهملة والنون - . وكقول وكيع في حديث معاوية : " لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين يشققون الحطب" بفتح الحاء المهملة - وإنما هو بضم المعجمة - . وحكي : أن ابن شاهين صحفه كذلك . وكقول أبي موسى محمد بن المثنى في حديث : "أو شاة تنعر - بالنون - وإنما هو بالياء آخر الحروف . وكقول أبي بكر الإسماعيلي في حديث عائشة : "قر الزجاجة" بالزاي ، وإنما هو بالدال المهملة المفتوحة [ ص: 104 ] .

ومثال التصحيف في الإسناد ما ذكره الدارقطني : أن محمد بن جرير الطبري قال فيمن روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بني سليم ، ومنهم : عتبة بن البذر ، قاله : بالموحدة والذال المعجمة ، وإنما هو بالنون المضمومة ، وفتح الدال المهملة المشددة . وكقول يحيى بن معين : العوام بن مزاحم - بالزاي والحاء المهملة - وإنما هو بالراء والجيم .

التالي السابق


الخدمات العلمية