صفحة جزء
السابق واللاحق


851 . وصنفوا في سابق ولاحق وهو اشتراك راويين سابق      852 . موتا كزهري وذي تدارك
كابن دويد رويا عن مالك      853 . سبع ثلاثون وقرن وافي
أخر كالجعفي والخفاف


صنف الخطيب كتابا سماه السابق واللاحق ، وموضوعه : أن يشترك راويان في الرواية عن شخص واحد ، وأحد الراويين متقدم ، والآخر متأخر ، بحيث يكون بين وفاتيهما أمد بعيد . قال ابن الصلاح : ومن فوائد ذلك تقرير حلاوة علو الإسناد في القلوب . ومثال ذلك : أن الإمام مالك بن أنس روى عنه أبو بكر الزهري أحد شيوخه ، وروى عنه أيضا زكريا بن دويد الكندي ، وقد تأخرت وفاة زكريا بن دويد بعد موت الزهري مائة وسبعا وثلاثين سنة أو أكثر ، فإن وفاة الزهري في سنة أربع وعشرين ومائة ، وتأخر زكريا بن دويد إلى سنة نيف وستين ومائتين ، قلت : هكذا مثل ابن الصلاح تبعا للخطيب بزكريا بن دويد ، وهو وإن كان روى عن مالك ، [ ص: 194 ] فإنه أحد الكذابين قال ابن حبان : "كان يضع الحديث ، بل زاد وادعى أنه سمع من حميد الطويل ، وروى عنه نسخة موضوعة" . فلا ينبغي حينئذ أن يمثل به والصواب : أن آخر أصحاب مالك أحمد بن إسماعيل السهمي ، كما قاله المزي ، وكانت وفاة السهمي سنة تسع وخمسين ومائتين ; فيكون بينه وبين وفاة الزهري مائة وخمس وثلاثون سنة ، والسهمي وإن كان ضعيفا أيضا فإن أبا مصعب شهد له أنه كان يحضر معهم العرض على مالك .

وقولي : ( أخر ) أي : ابن دويد ، وقولي : ( كالجعفي والخفاف ) أي : كما تقدمت وفاة محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري على وفاة أبي الحسين أحمد بن محمد الخفاف النيسابوري ، بهذا المقدار ، وهو مائة وسبع وثلاثون سنة . وقد اشتركا في الرواية عن أبي العباس محمد بن إسحاق السراج ، فروى عنه البخاري في تاريخه وآخر من روى عن السراج الخفاف ، وتوفي البخاري سنة ست وخمسين ومائتين ، وتوفي الخفاف سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة ، ومن أمثلة ذلك في زماننا : أن الفخر بن البخاري سمع منه الزكي عبد العظيم المنذري ، وروى عنه جماعة موجودون بدمشق في هذه السنة ، وهي سنة إحدى وسبعين وسبعمائة ، منهم : عمر بن الحسن بن مزيد المزي ، ونجم الدين بن النجم ، وصلاح الدين إمام مدرسة الشيخ أبي عمر ، وقد توفي الزكي عبد العظيم سنة ست وخمسين وستمائة .

التالي السابق


الخدمات العلمية