صفحة جزء
[ ص: 285 ] المنسوبون إلى خلاف الظاهر


945 . ونسبوا لعارض كالبدري نزل بدرا عقبة ابن عمرو      946 . كذلك التيمي سليمان نزل
تيما وخالد بحذاء جعل      947 . جلوسه ومقسم لما لزم
مجلس عبد الله مولاه وسم


قد ينسب الراوي إلى نسبة من مكان ، أو وقعة ، أو قبيلة ، أو صنعة ، وليس الظاهر الذي يسبق إلى الفهم من تلك النسبة مرادا ، بل لعارض عرض من نزوله ذلك المكان ، أو تلك القبيلة ، أو نحو ذلك .

ومثاله : أبو مسعود البدري ، واسمه : عقبة بن عمرو الأنصاري الخزرجي ، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فإنه لم يشهد بدرا في قول أكثر أهل العلم ، وهو قول ابن شهاب ، ومحمد بن إسحاق ، والواقدي ، ويحيى بن معين ، وإبراهيم الحربي ، وبه جزم السمعاني ، وأما البخاري ، فعده في الصحيح ممن شهد بدرا ، وروى في صحيحه حديث عروة بن الزبير : أخر المغيرة بن شعبة العصر ، وهو أمير الكوفة ، فدخل عليه أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري - جد زيد بن حسن - ، شهد [ ص: 286 ] بدرا . . . الحديث ، وقال شعبة عن الحكم : كان أبو مسعود بدريا . وقال محمد بن سعد : شهد أحدا وما بعدها ، ولم يشهد بدرا ، قال : وليس بين أصحابنا في ذلك اختلاف . وقال ابن عبد البر : "لا يصح شهوده بدرا" . انتهى . وذكر إبراهيم الحربي أنه إنما نسب لذلك ; لأنه كان ساكنا ببدر ، وقد شهد العقبة مع السبعين ، وكان أصغر من شهدها .

ومن ذلك : سليمان بن طرخان التيمي أبو المعتمر ، قال البخاري في التاريخ : يعرف بالتيمي ; كان ينزل بني تيم ، وهو مولى بني مرة ، وروى السمعاني أن ابنه - المعتمر - قال له : يا أبت تكتب التيمي ولست بتيمي ؟ قال : تيم الدار ، وروى الأصمعي ، عن ابنه المعتمر ، قال : قال أبي : إذا كتبت فلا تكتب التيمي ، ولا تكتب المري ، فإن أبي كان مكاتبا لبحير بن حمران ، وإن أمي كانت مولاة لبني سليم ، فإن كان أدى الكتابة فالولاء لبني مرة ، وهو مرة بن عباد بن ضبيعة بن قيس ، فاكتب القيسي وإن لم يكن أدى الكتابة ، فالولاء لبني سليم ، وهم من قيس عيلان ، فاكتب القيسي .

ومن ذلك : أبو عمرو الأوزاعي ، وفيروز الحميري ، وإبراهيم بن يزيد الخوزي ، وأبو خالد الدالاني ، وعبد الملك بن سليمان العرزمي ، ومحمد بن سنان العوقي -بالقاف وفتح الواو - وأبو سعيد المقبري ، وإسماعيل بن محمد المكي ، نزل كل منهم فيما نسب إليه .

ومن ذلك أحمد بن يوسف السلمي -شيخ مسلم- كانت أمه منهم ، وحفيده أبو عمرو بن نجيد ، وأبو عبد الرحمن السلمي سبط ابن نجيد المذكور [ ص: 287 ] .

وقريب من ذلك : خالد الحذاء ، وهو خالد بن مهران . واختلف في سبب انتسابه لذلك فقال يزيد بن هارون فيما حكاه البخاري في التاريخ : ما حذا نعلا قط ، إنما كان يجلس إلى حذاء فنسب إليه ، وكذا قال محمد بن سعد : "لم يكن بحذاء ، ولكن كان يجلس إليهم" ، قال : وقال فهد بن حيان : لم يحذ خالد قط ، وإنما كان يقول : احذ على هذا النحو ; فلقب : الحذاء .

وقريب منه أيضا : مقسم مولى ابن عباس ، هو مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل ، قاله البخاري وغيره ، وقيل له : مولى ابن عباس ; للزومه له .

ومن ذلك : يزيد الفقير ، كان يشكو فقار ظهره .

التالي السابق


الخدمات العلمية