صفحة جزء
المبهمات


948 . ومبهم الرواة ما لم يسمى كامرأة في الحيض وهي أسما      449 . ومن رقى سيد ذاك الحي
راق أبي سعيد الخدري      950 . ومنه نحو ابن فلان ، عمه
عمته ، زوجته ، ابن أمه


[ ص: 288 ] من أنواع علوم الحديث معرفة من أبهم ذكره في الحديث ، أو في الإسناد من الرجال والنساء ، وقد صنف في ذلك جماعة من الحفاظ منهم عبد الغني بن سعيد ، والخطيب ، وأبو القاسم بن بشكوال ، وهو أكبر كتاب جمع فيه ثلاثمائة حديث ، وواحدا وعشرين حديثا ، ولكنه على غير ترتيب ، ورتب الخطيب كتابه على الحروف في الشخص المبهم ، وجملة ما في كتاب الخطيب مائة وواحد وسبعون حديثا ، واختصره النووي ورتبه على الحروف في راوي الحديث وهو أسهل للكشف ، وزاد فيه بعض أسماء ويستدل على معرفة الشخص المبهم بوروده مسمى في بعض طرق الحديث ، وهو واضح ، أو بتنصيص أهل السير على كثير منهم ، وربما استدلوا بورود حديث آخر أسند فيه لمعين ما أسند لذلك الراوي المبهم في ذلك الحديث ، وفيه نظر ، من حيث إنه يجوز وقوع تلك الواقعة لشخصين اثنين.ومن أمثلة ذلك حديث عائشة أن امرأة سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن غسلها من المحيض ، قال خذي فرصة من مسك ، فتطهري بها . . . الحديث ، متفق عليه من رواية منصور بن صفية ، عن أمه ، عن عائشة وهذه المرأة المبهمة في رواية منصور ، اسمها أسماء ، والحجة في ذلك ما رواه مسلم في أفراده من رواية إبراهيم بن المهاجر ، قال سمعت صفية ، تحدث عن عائشة أن أسماء سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، عن غسل الحيض ، فذكر الحديث. [ ص: 289 ] وقد اختلف من صنف في المبهمات في تعيين أسماء هذه ، فقال الخطيب بنت يزيد بن السكن الأنصارية ، وقال ابن بشكوال هي أسماء بنت شكل ، وهذا هو الصواب ، فقد ثبت ذلك في بعض طرق الحديث في صحيح مسلم ، وقال النووي في مختصر المبهمات يجوز أن تكون القصة جرت للمرأتين في مجلس أو مجلسين.ومن ذلك حديث أبي سعيد الخدري أن ناسا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا في سفر فمروا بحي من أحياء العرب ، فاستضافوهم ، فلم يضيفوهم ، فقالوا لهم هل فيكم راق ؟ فإن سيد الحي لديغ أو مصاب ، فقال رجل منهم نعم ، فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب ، فبرئ الرجل . . . الحديث أخرجه الأئمة الستة ، وهذا لفظ مسلم ، وقد روى البخاري القصة من حديث ابن عباس ، قال الخطيب الراقي هو أبو سعيد الخدري ، راوي الحديث ، وكذا قال ابن الصلاح تبعا له ، وفيه نظر من حيث إن في بعض طرقه عند مسلم من حديث أبي سعيد فقام معه رجل منا ، ما كنا نظنه يحسن رقية . . . الحديث. [ ص: 290 ] وفيه فقلنا أكنت تحسن رقية ؟ قال ما رقيته إلا بفاتحة الكتاب وفي رواية له ما كنا نأبنه برقية وهذا ظاهر في أنه غيره إلا أن يقال لعل ذلك وقع مرتين ، مرة لغيره ، ومرة له ، والله أعلم.ومن أمثلة المبهم ابن فلان غير مسمى ، مثاله ما رواه أصحاب السنن الأربعة من حديث يزيد بن شيبان ، قال أتانا ابن مربع الأنصاري ، ونحن بعرفة ، فقال إني رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم ، يقول لكم قفوا على مشاعركم . . . الحديث وابن مربع هذا بكسر الميم وسكون الراء وفتح الباء الموحدة وآخره عين مهملة ، واختلف في اسمه ، فقيل يزيد ، وقيل زيد ، وقيل عبد الله ، قاله الواقدي ، ومحمد بن سعد . [ ص: 291 ] ومن ذلك عم فلان ، مثاله ما رواه النسائي من رواية علي بن يحيى بن خلاد ، عن أبيه ، عن عم له بدري ، في حديث المسيء صلاته ، وقوله ارجع فصل ، فإنك لم تصل . . . نحو حديث أبي هريرة العم المبهم في الحديث هو رفاعة بن رافع الزرقي ، كما سمي في سنن أبي داود وغيرها.وفي الصحيح حديث رافع بن خديج ، عن بعض عمومته في النهي عن المخابرة ، واسم عمه ظهير بن رافع .وفي الجامع للترمذي من رواية زياد بن علاقة ، عن عمه مرفوعا اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق . . . الحديث ، عمه هو قطبة بن مالك ، كما في صحيح مسلم في حديث آخر.ومن ذلك عمة فلان ، مثاله ما رواه النسائي أيضا من رواية حصين ابن محصن ، عن عمة له أنها أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - لحاجة ، فلما فرغت ، قال أذات زوج أنت ؟ قالت نعم . . . الحديث ، واسم عمته هذه أسماء ، قاله أبو علي بن السكن ، وابن ماكولا وكذلك ذكره ابن بشكوال أيضا في المبهمات. [ ص: 292 ] وفي الصحيح من حديث جابر في قتل أبيه يوم أحد ، فجعلت عمتي تبكيه . . . الحديث اسم عمته فاطمة بنت عمرو بن حرام ، وقعت مسماة في مسند أبي داود الطيالسي ، وسماها الواقدي هندا.ومن ذلك زوجة فلان ، كحديث عقبة بن الحارث ، قال تزوجت امرأة فجاءتنا امرأة سوداء ، فقالت إني قد أرضعتكما . . . الحديث ، ووقع في البخاري تكنيتها بأم يحيى بنت أبي إهاب ، ولم تسم فيه ، قال ابن بشكوال ، واسمها غنية بنت أبي إهاب بن عزيز بن قيس قلت ووقع في بعض طرق الحديث من رواية إسماعيل بن أمية ، عن ابن أبي مليكة ، عن عقبة بن الحارث ، قال تزوجت زينب بنت أبي إهاب ، فالله أعلم.وفي الصحيح جاءت امرأة رفاعة القرظي . . . الحديث في تزوجها بـ عبد الرحمن بن الزبير - بفتح الزاي - مكبرا ، واختلف في اسمها ، فقيل تميمة بنت وهب ، وقيل تميمة - بضم التاء - وقيل سهيمة . [ ص: 293 ] ومن ذلك أيضا زوج فلانة ، كحديث سبيعة الأسلمية ، أنها ولدت بعد وفاة زوجها بليال . . . الحديث ، وهو في الصحيح ، وزوجها هو سعد بن خولة .ومن ذلك ابن أم فلان ، نحو حديث أم هانئ أنها قالت زعم ابن أمي أنه قاتل رجلا أجرته . . . الحديث ابن أمها هو علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كما هو مسمى في رواية مالك في الموطأ ، وكذلك ابن أم مكتوم الأعمى ، مؤذن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، يرد في الصحيح غير مسمى ، واختلف في اسمه ، فقيل عبد الله ، وقيل عمرو ، وقيل غير ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية