صفحة جزء

957 . وطلحة مع الزبير جمعا سنة ست وثلاثين معا


أي : توفي طلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام في سنة واحدة ، وهي سنة ست وثلاثين وفي شهر واحد ، وقيل : في يوم واحد ، قتل كلاهما في وقعة الجمل ، فكان طلحة أول قتيل قتل في الوقعة ، وكانت وقعة الجمل لعشر خلون من جمادى الآخرة ، هكذا جزم به الواقدي ، وابن سعد ، وخليفة بن خياط ، وابن زبر ، وابن عبد البر ، وابن الجوزي ، وآخرون [ ص: 306 ] .

قال خليفة : يوم الجمعة ، وقال ابن سعد ، وابن زبر ، وابن الجوزي ، والجمهور : يوم الخميس . وقال الليث بن سعد : إن وقعة الجمل كانت في جمادى الأولى ، وكذا قال ابن حبان : إن يوم الجمل لعشر ليال خلون من جمادى الأولى ، والأول هو المشهور المعروف في تاريخ الجمل ، إنه في جمادى الآخرة . وتناقض فيه كلام ابن عبد البر ، فقال ما تقدم نقله عنه في ترجمة طلحة ، وقال في ترجمة الزبير : في جمادى الأولى ، ووهم في ذلك ، وتبعه ابن الصلاح في هذا فقال : إن وفاتهما في جمادى الأولى ، واختلف كلام المزي أيضا في التهذيب كابن عبد البر ، فقال في طلحة : جمادى الآخرة ، وقال في الزبير : جمادى الأولى ، وسبب ذلك كلام ابن عبد البر ، وكذلك قول أبي نعيم في طلحة : قتل في رجب ، وقول سليمان بن حرب : قتل في ربيع ، أو نحوه ، قولان مرجوحان .

والذي رمى طلحة هو مروان بن الحكم على الصحيح ، وأما الزبير فقتله عمرو بن جرموز ، فقيل : قتله يوم الجمل ، قاله الواقدي ، وابن عبد البر ، وابن الجوزي ، والمزي ، وقال البخاري في التاريخ الكبير : قتل في رجب ، وكذا قال ابن حبان في أول كلامه ، ثم قال : إنه قتل من آخر يوم صبيحة الجمل ، وهذا يقتضي أنه في الحادي عشر من جمادى الآخرة ، فالله أعلم [ ص: 307 ] .

وأما مبلغ سنهما ، فقال ابن حبان ، والحاكم : إنهما كانا ابني أربع وستين سنة ، وهو قول الواقدي في طلحة ، وقيل فيهما غير ذلك ، فقيل : كان لطلحة ثلاث وستون ، قاله أبو نعيم ، وقيل : اثنتان وستون ، قاله عيسى بن طلحة ، وهو قول الواقدي ، وقيل : ستون ، قاله المدائني ، وبه صدر ابن عبد البر كلامه ، وقيل : خمس وسبعون ، حكاه ابن عبد البر ، وقال : ما أظن ذلك ، وقيل : كانت للزبير سبع وستون ، وبه صدر ابن عبد البر كلامه ، وقيل : ست وستون ، وقيل : ستون ، وقيل تسع وخمسون ، وقيل : خمس وسبعون .

التالي السابق


الخدمات العلمية