صفحة جزء
55 - قوله: (ع): "وما أوله به الشافعي - رضي الله تعالى عنه - مصرح به في رواية الدارقطني " .

لم يبين الشيخ رواية الدارقطني كيف هي؟ وظاهر السياق يشعر بأنها من رواية قتادة ، عن أنس - رضي الله عنه - وليس كذلك فإنها عنده من رواية الوليد عن الأوزاعي ، عن إسحاق بن أبي طلحة ، عن أنس - رضي الله عنه - .

وقد رواها راويها بالمعنى، بلا شك، فإن رواية الوليد ، كما بيناها من عند البخاري في "جزء القراءة" ومن عند غيره بلفظ: كانوا يفتتحون بالحمد لله رب العالمين" .

[ ص: 765 ] (فرواها بعض الرواة عنه بلفظ: "بدأ بأم القرآن بدل بالحمد لله رب العالمين") فلا تنتهض الحجة بذلك .

قلت: وقد صح تسمية أم الكتاب بالحمد لله رب العالمين وذلك فيما رواه البخاري في صحيحه في أول التفسير من رواية أبي سعيد بن المعلى ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الحمد لله رب العالمين هي: السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ، وفي الحديث قصة".

فهذا يرد على من طعن على تأويل الشافعي - رضي الله تعالى عنه - وزعم أن أم الكتاب إنما تسمى بالحمد لله فقط لا الحمد لله رب العالمين. وأن سياق الآية بتمامها دل على أنه أراد أن يفتتح بهذا اللفظ لأنه لو قصد أن يسمي السورة لسماها الحمد.

فظهر بهذا الحديث الصحيح أنها تسمى الحمد وتسمى الحمد لله رب العالمين - أيضا فبطل ما ادعاه من نفى الاحتمال الذي ذكره الشافعي - رضي الله عنه - ممكنا - والله أعلم - .

(ط) قوله: (ع): "ولا يلزم من نفي السماع عدم الوقوع ..." إلخ.

[ ص: 766 ] وللمخالف أن يقول: لكن التوفيق بين الروايتين أن يحمل نفيه للقراءة على عدم سماعه لها فتلتئم الروايتان في عدم الجهر.

التالي السابق


الخدمات العلمية