صفحة جزء
102 - قوله: (ص): " وقد يفهمون الوضع من قرينة حال الراوي أو المروي " .

[ ص: 843 ] قلت: هذا الثاني هو الغالب، وأما الأول فنادر.

قال ابن دقيق العيد : "وكثيرا ما يحكمون بذلك باعتبار يرجع إلى المروي وألفاظ الحديث".

وحاصله يرجع إلى أنه حصلت لهم بكثرة محاولة ألفاظ النبي - صلى الله عليه وسلم - هيئة نفسانية وملكة يعرفون بها ما يجوز أن يكون من ألفاظه وما لا يجوز كما سئل بعضهم كيف يعرف أن الشيخ كذاب؟ قال: إذا روى لا تأكلوا القرعة حتى تذبحوها علمت أنه كذاب. ثم مثل لقرينة حال الراوي بقصة غياث بن إبراهيم مع المهدي .

وهذا أولى من التسوية بينهما، فإن معرفة الوضع من قرينة حال المروي أكبر من قرينة حال الراوي.

ومن جملة القرائن الدالة على الوضع : الإفراط بالوعيد الشديد على الأمر اليسير أو بالوعد العظيم على الفعل اليسير وهذا كثير موجود في حديث [ ص: 844 ] القصاص والطرقية، والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية