[أحاديث منتقدة في مسند 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد   :] 
 26 - قوله: (ع): "بل فيه (أي: المسند) أحاديث موضوعة، وقد جمعتها في جزء"  . 
أقول: ذكر الشيخ 
تقي الدين بن تيمية  أن أصل هذه القصة أن الحافظين 
 nindex.php?page=showalam&ids=11881أبا العلاء الهمذاني   nindex.php?page=showalam&ids=11890وأبا الفرج ابن الجوزي  سئلا: هل في المسند أحاديث موضوعة أم لا؟ 
فأنكر ذلك 
أبو العلاء  أشد الإنكار.  
[ ص: 451 ] وأثبت ذلك 
أبو الفرج  وبين ما فيه من ذلك بحسب ما ظهر له. 
قلت: ثم انتدب 
 nindex.php?page=showalam&ids=12168أبو موسى المديني  فانتصر لشيخه 
 nindex.php?page=showalam&ids=11881أبي العلاء الهمذاني  وصنف الجزء الذي أشار إليه شيخنا. 
وأما الجزء المذكور فهو مشتمل على تسعة أحاديث وهي الستة التي ساقها الشيخ هنا من المسند، والحديثان المساقان من زيادات 
عبد الله  ، والتاسع حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر   - رضي الله تعالى عنهما - مثل حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=9أنس   - رضي الله عنه - فيمن عمر أربعين سنة.  
[ ص: 452 ] والحكم على الأحاديث التسعة بكونها موضوعة محل نظر وتأمل ثم إنها كلها في 
الفضائل أو الترغيب والترهيب. 
ومن عادة المحدثين التساهل في مثل ذلك  . 
وفي الجملة لا يتأتى الحكم على جميعها بالوضع. 
1 - فمن ذلك: حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر   - رضي الله عنهما - في احتكار الطعام... الحديث. 
فقد ذكر شيخنا أن في الحكم بوضعه نظرا، وأن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم  صححه وهو كما قال شيخنا. 
فقد رواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد  قال: حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون  ، ثنا 
أصبغ بن زيد  ، ثنا 
أبو بشر  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11861أبي الزاهرية  عن 
كثير بن مرة  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر   - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: 
nindex.php?page=hadith&LINKID=685493من احتكر طعاما أربعين ليلة فقد برئ من الله تعالى  .  
[ ص: 453 ] وهكذا رواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى  في مسنده عن 
أبي خيثمة زهير بن حرب  عن 
يزيد  به. 
ومن طريقهما أخرجه 
 nindex.php?page=showalam&ids=14679الحافظ الضياء  في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين. 
وأما 
 nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم  فإنه أخرجه من طريق 
عمرو بن الحصين  عن 
أصبغ  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=40وعمرو بن حصين  أحد المتروكين المتهمين، فالمعتمد عليه فيه هو 
 nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون  ولم يعله 
ابن الجوزي  إلا 
بأصبغ بن زيد  ، وقد ساق 
 nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي  له ثلاثة أحاديث هذا منها. وقال: إنها غير محفوظة وأنه لم يرو عنه غير 
 nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون   .  
[ ص: 454 ] وقد وهم 
 nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي  في ذلك؛ فإنه روى عنه عشرة أنفس ووثقه 
 nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين   nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود  وغيرهما. 
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي   : ليس به بأس. وكذا قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد  وزاد: ما أحسن رواية يزيد عنه، وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني   : تكلموا فيه وهو ثقة عندي. 
قلت لم أر للمتقدمين فيه كلاما سوى 
لابن سعد  وهو محجوج بما تقدم. - والله أعلم - . 
وللمتن شواهد تدل على صحته. 
فإن قيل: إنما حكم عليه بالوضع نظرا إلى لفظ المتن وكون ظاهره مخالفا للقواعد. 
قلنا: ليست هذه وظيفة المحدث، وعلى التنزل: فالجواب عنه أنه من جملة الأحاديث التي سيقت في معنى الزجر الشديد والتغليظ، ولفظ البراءة وإن كان مستشكلا فقد صحت بمثله أحاديث أخر. ففي صحيح 
 nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم  من حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري   - رضي الله عنه - قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: 
nindex.php?page=hadith&LINKID=699559أنا بريء ممن سلق وحلق وخرق  . فمهما أجيب عنه فهو جوابنا.  
[ ص: 455 ]  2 - ومنها حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=2عمر   - رضي الله تعالى عنه - : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=680949 "ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد   ... " الحديث. 
رواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد  قال: حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=11914أبو المغيرة  ، ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش  ، ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي  وغيره عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب   - رضي الله تعالى عنه - قال: 
nindex.php?page=hadith&LINKID=680949ولد لأخي أم سلمة   - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - : "سميتموه بأسماء فراعنتكم؟ ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد لهو شر على هذه الأمة من فرعون  لقومه"  . 
ورجال إسناده ثقات، 
 nindex.php?page=showalam&ids=12434وإسماعيل بن عياش  ، صدوق؛ إنما تكلموا في حديثه عن غير الشاميين ، ولم يعله 
ابن الجوزي  إلا بقول 
 nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان   : هذا خبر باطل، ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا ولا 
 nindex.php?page=showalam&ids=2عمر   - رضي الله عنه – ولا 
سعيد  ولا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري  حدث به ولا هو من حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي   [قال] :وكان 
إسماعيل  من الحفاظ المتقنين في حداثته، فلما كبر تغير حفظه  
[ ص: 456 ] فما حفظه في صباه حدث به على جهته، وما حفظ به على الكبر من حديث الغرباء خلط فيه. 
قلت: وليس هذا الحديث مما حفظه 
إسماعيل  من حديث الغرباء، بل هو من حديثه عن الشاميين وقد قال جمع من الأئمة: إن حديث 
إسماعيل  عن الشاميين قوي، وصحح 
 nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي  وغيره من ذلك عدة أحاديث. 
على أنه لم ينفرد بهذا. 
فقد رواه 
يعقوب بن سفيان  في تاريخه عن 
محمد بن خالد بن العباس السكسكي  قال: ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم   . ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13760أبو عمرو الأوزاعي  ، فذكره إلا أنه لم يذكر 
 nindex.php?page=showalam&ids=2عمر  في إسناده. وزاد قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي   : "فكانوا يرون أنه 
 nindex.php?page=showalam&ids=15490الوليد بن عبد الملك  ، ثم رأينا أنه 
 nindex.php?page=showalam&ids=15501الوليد بن يزيد  لفتنة الناس به حين خرجوا عليه فقاتلوه، فانفتحت الفتن على الأمة والهرج.  
[ ص: 457 ] قلت: وتابع 
الوليد  على إرساله 
 nindex.php?page=showalam&ids=15537بشر بن بكر  ، أخرجه 
 nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي  في الدلائل عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم  وغيره عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13720أبي العباس (وهو الأصم)  عن 
سعيد بن عثمان التنوخي  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15537 (بشر بن بكر)  قال: حدثني 
 nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري  فذكره وزاد في المتن: غيروا اسمه فسموه 
عبد الله   . 
وزاد - أيضا - أنه ولد لأخي 
أم سلمة   - رضي الله عنها - من أمها. قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي   : هذا مرسل حسن وهو كما قال، بل هو على شرط الصحيح لولا إرساله. 
وكذا أرسله 
 nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري  بسنده في الجزء الثاني من أمالي 
 nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر   .  
[ ص: 458 ] فبان بهذا أن قول 
 nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان   : إن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب  ما حدث به قط ولا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب  ما حدث به - أيضا - ولا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي  لا يخلو من مجازفة. 
وقد صرحت (رواية 
 nindex.php?page=showalam&ids=15537بشر بن بكر   ) بسماع 
 nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي  له من 
 nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري  فأمن ما يخشى من أن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم  دلس فيه تدليس التسوية. 
على أن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي  لم ينفرد به، فقد رواه 
الزبيدي  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري  مثله. وفي الباب عن 
أم سلمة   - رضي الله تعالى عنها - . 
رواه 
ابن إسحاق  عن 
محمد بن عمرو بن عطاء  ، عن 
زينب بنت أم سلمة  عن أمها - رضي الله تعالى عنها - قالت : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=3503959 "دخل علي النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندي غلام من آل المغيرة اسمه الوليد  ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : "من هذا؟ " قلت: الوليد   . قال - صلى الله عليه وسلم - : "قد اتخذتم الوليد  حنانا غيروا اسمه، فإنه سيكون في هذه الأمة فرعون يقال له الوليد   "  .  
[ ص: 459 ] ورواه 
محمد بن سلام الجمحي  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة  فذكر نحوه منقطعا. 
3 - ومنها: حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=9أنس   - رضي الله تعالى عنه - : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=693647 "ما من معمر يعمر في الإسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه أنواعا من البلاء: الجنون والجذام... " الحديث. 
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد   : ثنا 
أنس بن عياض  ، قال: ثنا 
يوسف بن أبي ذرة  عن 
جعفر بن عمرو بن أمية  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك   - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=693647 "ما من معمر يعمر في الإسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه ثلاثة أنواع  [ ص: 460 ] من البلاء: الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ الخمسين لين الله عليه الحساب... " الحديث. 
ورواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى  وغيره من حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=12049أبي ضمرة أنس بن عياض  به. 
ورواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد   - أيضا - عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11920أبي النضر  ، عن 
فرج بن فضالة  عن 
محمد بن عامر  عن 
محمد بن عبد الله عن عمرو بن جعفر  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=9أنس   - رضي الله عنه - موقوفا. وهو معروف 
بيوسف بن أبي ذرة   . 
ورواه عنه - أيضا - 
الحارث بن أبي الزبير النوفلي  ، 
ويوسف  ضعفه 
 nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين  ولم ينفرد به. 
فقد رواه 
محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان  ، عن 
جعفر بن عمرو بن أمية الضمري   . 
كما رويناه في مسند 
 nindex.php?page=showalam&ids=12201أبي يعلى  رواية 
ابن المقري   . 
وفي تفسير 
 nindex.php?page=showalam&ids=13508ابن مردويه   - أيضا - من طريق 
عبد الرحمن بن أبي الموالي  عن  
[ ص: 461 ] محمد بن موسى بن أبي عبيدة الزمعي  عن 
محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان  به. 
وما وقع في رواية 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد  الموقوفة عن 
عمرو بن جعفر  وهم من 
فرج بن فضالة  ، انقلب اسمه وإنما هو 
جعفر بن عمرو   . 
ولم ينفرد به 
جعفر بن عمرو  ، فقد رويناه من طريق 
عبد الواحد بن راشد   nindex.php?page=showalam&ids=12060وأبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم  وعبيد الله بن أنس   nindex.php?page=showalam&ids=15944وزيد بن أسلم  وغيرهم كلهم عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=9أنس   - رضي الله عنه، وفي الباب عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان  وعبد الله بن أبي بكر الصديق   nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة   - رضي الله عنهم - . 
وأجودها إسنادا طريق 
 nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم  وقد أوردها 
 nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي  في كتاب  
[ ص: 462 ] الزهد له عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13719الأصم  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15556بكر بن سهل  عن 
عبد الله بن محمد بن رمح  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15731حفص بن ميسرة  عنه به. 
وليس في إسناده من ينظر في أمره إلا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15556بكر بن سهل  ، فقد ضعفه 
 nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي  وقواه غيره. ولم يتهمه أحد بالكذب. وقد رويناه من وجه آخر عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15731حفص بن ميسرة   . 
وفي الجملة فالحكم على هذا الحديث بالوضع مردود، وقد جمعت أسانيده بطرقها وعللها في الجزء الذي جمعته فيما ورد في غفران ما تقدم وما تأخر من الذنوب - غفر الله ذنوبنا كلها بمنه وكرمه. 
4 - ومنها: حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر   - رضي الله عنهما - في سد الأبواب إلا باب 
 nindex.php?page=showalam&ids=8علي   - رضي الله تعالى عنه - وهو في المسند من رواية 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع  ، عن 
هشام بن سعد  ، عن 
عمرو بن أسيد  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر   - رضي الله تعالى عنهما - قال:  
[ ص: 463 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=889357كنا نقول في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير الناس، ثم أبو بكر  ثم  nindex.php?page=showalam&ids=2عمر   - رضي الله تعالى عنهما - ولقد أوتي ابن أبي طالب  رضي الله تعالى عنه ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: 
زوجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابنته ، وولدت له، وسد الأبواب إلا بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر   "  .  
[ ص: 464 ] ورواته ثقات إلا أن 
هشام بن سعد  قد ضعف من قبل حفظه، وأخرج له 
 nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم  ، فحديثه في رتبة الحسن لاسيما مع ما له من الشواهد، وقد تبين أنه من رواية 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد  لا من رواية ابنه. 
وله شاهد من حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر   - رضي الله عنهما - أيضا، أورده 
 nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي  في الخصائص بسند صحيح عن 
أبي إسحاق  عن 
العلاء بن عرار  قال: قلت 
 nindex.php?page=showalam&ids=12لعبد الله بن عمر   - رضي الله عنهما - : أخبرني عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=8علي  وعثمان   - رضي الله تعالى عنهما - فقال: 
أما  nindex.php?page=showalam&ids=8علي   - رضي الله عنه - فلا تسأل عنه أحدا وانظر إلى منزلته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فإنه سد أبوابنا في المسجد وأقر بابه  . 
والعلاء  وثقه 
 nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين   .  
[ ص: 465 ] ورواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم  من طريق 
عبيد الله بن عمرو  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15941زيد بن أبي أنيسة  عن 
أبي إسحاق  سألت 
 nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر   - رضي الله عنهما - فذكره. 
وأما حديث 
سعد بن مالك  في ذلك فهو من رواية 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد  أيضا لا من رواية ابنه، وإسناده حسن - أيضا - .  
[ ص: 466 ] وأما ادعاء 
ابن الجوزي  أنهما من وضع 
الرافضة  ، فكلامه في ذلك دعوة عرية عن البرهان. 
وقد أخرج 
 nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي  في خصائص 
 nindex.php?page=showalam&ids=8علي   - رضي الله عنه – حديث 
سعد   - رضي الله عنه - ، وأخرج فيه أيضا حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم   - رضي الله عنه - بإسناد صحيح.  
[ ص: 467 ] قلت: وأخرج أيضا من حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس   - رضي الله عنهما - قال: 
nindex.php?page=hadith&LINKID=683748وسد أبواب المسجد غير باب  nindex.php?page=showalam&ids=8علي   - رضي الله عنه - قال: فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره ، في حديث طويل، وقد أخرج 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد  في مسنده أيضا هذين الحديثين. 
وكذا أخرجهما 
 nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي  ، لكنه قال: حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس   - رضي الله عنهما - بعد أن أخرجه عن 
محمد بن حميد  عن 
إبراهيم بن المختار  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة  عن 
أبي بلج  عن 
عمرو بن ميمون  عنه: غريب لا نعرفه عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة  إلا من هذا الوجه.  
[ ص: 468 ] وتعقبه 
 nindex.php?page=showalam&ids=14679الحافظ الضياء  في المختارة بأن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم   nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني  روياه من طريق 
 nindex.php?page=showalam&ids=17079مسكين بن بكير  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة  وهي أصح من طريق 
 nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي  ، ورواية 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد  هي من طريق 
 nindex.php?page=showalam&ids=12118أبي عوانة  عن 
أبي بلج   . 
وأبو بلج  وثقه 
 nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين   nindex.php?page=showalam&ids=11970وأبو حاتم   . 
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري   : فيه نظر. انتهى. 
والحديث الذي أشار إليه من رواية 
 nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم  رويناه أيضا... في المجلس الرابع من أمالي 
أبي جعفر محمد بن عمرو بن البختري   . 
قال: ثنا 
أبو الأصبع القرقساني  ثنا 
أبو جعفر  [ ص: 469 ] النفيلي  ، ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17079مسكين بن بكير  ، ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة  به. 
ويشهد له حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد   - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي   : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=889358 "لا يحل لأحد أن يطرق هذا المسجد جنبا غيري وغيرك"  . رواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي   . 
ذلك أن بيت 
 nindex.php?page=showalam&ids=8علي   - رضي الله عنه - كان مع بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فكان يحتاج إلى استطراق المسجد. وشاهد ذلك ما أخرجه 
إسماعيل القاضي  في أحكام القرآن قال:  
[ ص: 470 ] ثنا 
إبراهيم بن حمزة  ثنا 
سفيان بن حمزة  عن 
كثير بن زيد  عن 
المطلب  أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن أذن لأحد أن يمر بالمسجد ولا يجلس فيه وهو جنب إلا  nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب   - رضي الله عنه - ؛ لأن بيته كان في المسجد وهذا مرسل قوي. 
وإذا تقرر ذلك، فهذا هو السبب في استثنائه، ودعوى كون هذا المتن يعارض حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد   : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=942037 "لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر   "  . المخرج في الصحيحين ممنوعة. 
وبيانه أن الجمع ممكن؛ لأن أحدهما فيما يتعلق بالأبواب، وقد بينا سببه، والآخر فيما يتعلق بالخوخ، ولا سبب له إلا الاختصاص المحض. 
فلا تعارض ولا وضع. 
ولو فتح الناس هذا الباب لرد الأحاديث لادعي في [كثير من] أحاديث الصحيحين البطلان، ولكن يأبى الله تعالى ذلك والمؤمنون.  
[ ص: 471 ]  5 - ومنها: حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=134بريدة بن الحصيب  في فضل 
مرو   . 
وهو حديث تفرد به حفيده 
سهل بن عبد الله بن بريدة   . 
وتكلم الناس فيه بسببه، ولا يتبين فيه صحة الحكم بالوضع. ثم إنه ليس من أحاديث الأحكام فيطلب المبالغة في التنقيب عنه.  
[ ص: 472 ]  6 - وكذا حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=9أنس   - رضي الله عنه - في فضل 
عسقلان  مشتمل على ترغيب في المرابطة، وليس فيه ولا [في] الذي قبله ما يحيله الشرع ولا العقل. 
وما بقي من الجزء كله سوى حديث 
عائشة  في قصة 
 nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف   - رضي الله تعالى عنه - ، والجواب عنه ممكن، لكن كفانا المؤنة شهادة  
[ ص: 473 ]  nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد  بكونه كذبا فقد أبان علته، فلا حرج عليه في إيراده مع بيان علته، ولعله مما أمر بالضرب عليه؛ لأن هذه عادته في 
الأحاديث التي تكون شديدة النكارة يأمر بالضرب عليها من المسند وغيره. 
أو يكون مما غفل عنه وذهل؛ لأن الإنسان محل السهو والنسيان، والكمال لله تعالى. 
وإذا انتهى القول إلى هذا المقام ينبغي أن ينشد هذا الإمام 
شخص الأنام إلى  nindex.php?page=showalam&ids=16867كمالك  فاستعذ من شر أعينهم بعيب واحد 
وقد روينا عن العلامة 
تقي الدين ابن تيمية  قال: 
ليس في المسند عن الكذابين المتعمدين شيء بل ليس فيه من الدعاة إلى البدع شيء ، فإن أريد بالموضوع، ما يتعمد صاحبه الكذب، 
فأحمد  لا يعتمد رواية هؤلاء في "مسنده"، ومتى وقع منه شيء فيه ذهول أمر بالضرب عليه حال القراءة. 
وإن أريد بالموضوع ما يستدل على بطلانه بدليل منفصل فيجوز والله أعلم. 
قلت: ما حررنا من الكلام على الأحاديث المتقدمة يؤيد صحة هذا التفصيل ولله الحمد. 
وقد تحرر من مجموع [ما ذكر] أن 
المسند مشتمل على أنواع الحديث لكنه مع مزيد انتقاء وتحرير بالنسبة إلى غيره من الكتب التي لم يلتزم الصحة في جميعها  - والله أعلم - .