صفحة جزء
28 - قوله: (ع): وإنما قال السلفي : والحكم بصحة أصولها ولا يلزم من كون الشيء له أصل صحيح أن يكون هو صحيحا.

قلت: وحاصله توهيم ابن الصلاح في نقله لكلام السلفي وهو في ذلك تابع للعلامة مغلطاي ، وما تضمنه من الإنكار ليس بجيد؛ إذ العبارتان جميعا موجودتان في كلام السلفي، لكن ما نقله مغلطاي وتبعه شيخنا سابق.

ثم عاد السلفي وقال: ما نقله ابن الصلاح عنه بزيادة، ولفظه: وأما السنن فكتاب له صدر في الآفاق ولا نرى مثله على الإطلاق، وهو أحد الكتب الخمسة التي اتفق على صحتها علماء الشرق والغرب والمخالفين لهم كالمتخلفين عنهم بدار الحرب؛ إذ كل من رد ما صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يتلقه بالقبول قد ضل وغوى؛ إذ كان - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق عن الهوى.

[ ص: 489 ] وإذا تقرر هذا ينبغي حمل كلام السلفي على نحو ما حملنا عليه كلام الحاكم . وقد سبق إلى نحو ذلك الشيخ محيي الدين فقال إثر كلام السلفي : مراده بهذا أن معظم الكتب الثلاثة يحتج به؛ أي صالح لأن يحتج به لئلا يرد على إطلاق عبارته المنسوخ أو المرجوح عند المعارضة. والله أعلم.

تنبيه:

السلفي بكسر السين نسبة إلى جده وهو لقب له.

قال منصور بن سليم الحافظ : كانت إحدى شفتيه عريضة مفروقة فكان له ثلاث شفاه، فقيل له بالفارسية سي لبه أي: ثلاث شفات، ثم عرب فقيل له: سلفة. ووهم أبو محمد بن حوط الله وهما شنيعا فقال في فهرسته: هو منسوب إلى سلفة قرية من قرى أصبهان .

وكذا رأيته في فهرست ابن باشكوال نقلا عن بعض مشايخه رحمة الله عليهم.

[ ص: 490 ] خاتمة:

للكلام على الحديث الصحيح والحسن.

قد قررنا أنهما في حيز القبول، وقد وجدنا في عبارة جماعة من أهل الحديث ألفاظا يوردونها في مقام القبول ينبغي الكلام عليها وهي:

الثابت والجيد والقوي والمقبول والصالح وسنستوفي الكلام على هذه الأنواع في آخر الكتاب إن شاء الله كما وعدنا في الخطبة - والله أعلم - .

التالي السابق


الخدمات العلمية