1. الرئيسية
  2. صحيح ابن حبان
  3. كتاب الطهارة
  4. باب التيمم
  5. ذكر البيان بأن التيمم بالكحل والزرنيخ وما أشبههما دون الصعيد الذي هو التراب وحده غير جائز
صفحة جزء
[ ص: 119 ] ذكر البيان بأن التيمم بالكحل والزرنيخ وما أشبههما دون الصعيد الذي هو التراب وحده غير جائز

1301 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، حدثنا يحيى القطان ، حدثنا عوف ، حدثنا أبو رجاء ، قال : [ ص: 120 ] حدثنا عمران بن حصين ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، وإنا سرنا ليلة ، حتى إذا كان من آخر الليل وقعنا تلك الوقعة - ولا وقعة أحلى عند المسافر منها - فما أيقظنا إلا حر الشمس ، قال : وكان أول من استيقظ فلان ، ثم فلان ، ثم فلان ، - وكان يسميهم أبو رجاء ونسيهم عوف - ثم عمر بن الخطاب الرابع ، قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نام لم نوقظه حتى يكون هو يستيقظ ، لأنا لا ندري ما يحدث له في نومه .

قال : فلما استيقظ عمر ورأى ما أصاب الناس ، قال : وكان رجلا أجوف جليدا ، قال : فكبر ورفع صوته ، فما زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ بصوته رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، شكوا الذي أصابهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ص: 121 ] لا ضير - أو لا يضير - ارتحلوا ، فسار غير بعيد ، ثم نزل فدعا بماء فتوضأ ، ونودي بالصلاة ، فصلى بالناس ، فلما انفتل من صلاته ، إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم ، قال : ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم ؟ قال : يا رسول الله ، أصابتني جنابة ولا ماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليك بالصعيد فإنه يكفيك ، ثم سار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاشتكى إليه الناس العطش ، قال : فنزل فدعا فلانا - وكان يسميه أبو رجاء ونسيه عوف - ودعا عليا ، فقال : اذهبا فابغيا لنا الماء ، فلقيا امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على بعير لها ، فقالا لها : أين الماء ؟ قالت : عهدي بالماء أمس هذه الساعة ، ونفرنا خلوف ، قال : فقالا لها : انطلقي إذا ، قالت : إلى أين ؟ قالا : إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : هذا الذي يقال له الصابي ؟ قالا : هو الذي تعنين ، فانطلقي إذا ، فجاءا [ ص: 122 ] بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحدثاه الحديث ، قال : فاستنزلوها عن بعيرها ، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء ، فأفرغ فيه من أفواه المزادتين ، أو السطيحتين ، وأوكأ أفواههما وأطلق العزالي ، ونودي في الناس ، أن استقوا واسقوا ، قال : فسقى من شاء واستقى من شاء ، وكان آخر ذلك أن أعطي الذي أصابته الجنابة إناء من ماء ، فقال : اذهب فأفرغه عليك ، قال : وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها ، قال : وايم الله لقد أقلع عنها حين أقلع وإنه ليخيل لنا أنها أشد ملئا منها حين ابتدئ فيها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجمعوا لها طعاما ، قال : فجمع لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة ، حتى جمعوا لها طعاما كثيرا ، وجعلوه في ثوب ، وحملوها على بعيرها ، ووضعوا الثوب بين يديها ، قال : فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعلمين أنا والله ما رزئنا من مائك شيئا ، ولكن الله هو سقانا .

قال : فأتت أهلها وقد احتبست عليهم ، فقالوا : ما حبسك يا فلانة ؟ قالت : العجب ، لقيني رجلان ، فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له : الصابي ، ففعل بي كذا وكذا ، الذي قد كان ، فوالله إنه لأسحر من بين هذه إلى هذه ، أو إنه لرسول الله صلى الله عليه [ ص: 123 ] وسلم حقا ، قال : فكان المسلمون بعد ذلك يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم الذي هي فيه ، فقالت لقومها : والله هؤلاء القوم يدعونكم عمدا ، فهل لكم في الإسلام ؟ فأطاعوها فدخلوا في الإسلام
.

[ ص: 124 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية