1. الرئيسية
  2. صحيح ابن حبان
  3. كتاب اللباس وآدابه
  4. ذكر الاستحباب للمرء أن ترى عليه أثر نعمة الله وإن كانت تلك النعمة في رأي العين قليلة
صفحة جزء
[ ص: 236 ] ذكر الاستحباب للمرء أن ترى عليه أثر نعمة الله وإن كانت تلك النعمة في رأي العين قليلة ؛ إذ القليل من نعم الله كثير

5418 - أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أنمار قال : فبينما أنا نازل تحت شجرة إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فقلت : يا رسول الله هلم إلى الظل قال : فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : جابر : فقمت إلى غرارة لنا فالتمست فيها ، فوجدت فيها جرو قثاء فكسرته ، ثم قربته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أين لكم هذا ؟ فقلت : خرجنا به يا رسول الله من المدينة قال : جابر : وعندنا صاحب لنا نجهزه ليذهب يرعى ظهرنا قال : فجهزته ثم أدبر يذهب في الظهر وعليه بردان له قد خلقا قال : فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أما له ثوبان غير هذين ؟ قال : فقلت : يا رسول الله له ثوبان في العيبة كسوته إياهما قال : فادعه فمره فليلبسهما ، قال : فدعوته فلبسهما ، ثم ولى يذهب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما له ضرب الله عنقه ، أليس هذا خيرا ؟ فسمعه الرجل ، فقال : يا رسول الله في سبيل الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : في سبيل الله ، فقتل الرجل في سبيل [ ص: 237 ] الله .

قال أبو حاتم رحمه الله : هكذا كانت نية المصطفى صلى الله عليه وسلم في البداية .

وزيد بن أسلم سمع جابر بن عبد الله ؛ لأن جابرا مات سنة [ ص: 238 ] تسع وسبعين ، ومات أسلم مولى عمر في إمارة معاوية سنة بضع وخمسين ، وصلى عليه مروان بن الحكم ، وكان على المدينة إذ ذاك ، فهذا يدلك على أنه سمع جابرا ، وهو كبير ، ومات زيد بن أسلم سنة ست وثلاثين ومائة ، وقد عمر .

التالي السابق


الخدمات العلمية