صفحة جزء
[ ص: 20 ] ذكر وصف هذين الرجلين اللذين قال أحدهما لصاحبه ما قال

5712 - أخبرنا أبو خليفة ، حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، حدثنا عكرمة بن عمار ، حدثنا ضمضم بن جوس ، قال : دخلت مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، فإذا أنا بشيخ مصفر رأسه ، براق الثنايا ، معه رجل أدعج ، جميل الوجه ، شاب ، فقال الشيخ : يا يمامي تعال ، لا تقولن لرجل أبدا : لا يغفر الله لك ، والله لا يدخلك الله الجنة أبدا ، قلت : ومن أنت يرحمك الله؟ قال : أنا أبو هريرة ، قلت : إن هذه لكلمة يقولها أحدنا لبعض أهله أو لخادمه إذا غضب عليها ، قال : فلا تقلها ، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : كان رجلان من بني إسرائيل متواخيين ، أحدهما مجتهد في العبادة ، والآخر مذنب ، فأبصر المجتهد المذنب على ذنب ، فقال له : أقصر ، فقال له : خلني وربي ، قال : وكان يعيد ذلك عليه ، ويقول : خلني وربي ، حتى وجده يوما على ذنب ، فاستعظمه ، فقال : ويحك أقصر ، قال : خلني وربي ، أبعثت علي رقيبا ؟! فقال : والله [ ص: 21 ] لا يغفر الله لك أبدا ، أو قال : لا يدخلك الله الجنة أبدا ، فبعث إليهما ملك فقبض أرواحهما ، فاجتمعا عنده جل وعلا ، فقال ربنا للمجتهد : أكنت عالما ؟ أم كنت قادرا على ما في يدي ؟ أم تحظر رحمتي على عبدي ؟ اذهب إلى الجنة يريد المذنب ، وقال للآخر : اذهبوا به إلى النار ، فوالذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته .

التالي السابق


الخدمات العلمية