صفحة جزء
[ ص: 489 ] ذكر تفريق المصطفى صلى الله عليه وسلم بين الحق والباطل بالرسالة

6552 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله عن صفوان بن عمرو قال : حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه ، قال : جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما فمر به رجل ، فقال : طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت ، وشهدنا ما شهدت ، فاستغضب ، فجعلت أعجب ، ما قال إلا خيرا ، ثم أقبل إليه ، فقال : ما يحمل الرجل على أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه ، لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه ، والله ، لقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أقوام أكبهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ، ولم يصدقوه ، أولا تحمدون الله ، إذ أخرجكم تعرفون ربكم ، مصدقين لما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم ، قد كفيتم البلاء بغيركم ؟ والله ، لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث عليها نبي من الأنبياء ، وفترة وجاهلية ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان ، فجاء بفرقان فرق بين الحق والباطل ، وفرق بين الوالد وولده ، حتى [ ص: 490 ] إن كان الرجل ليرى ولده أو والده أو أخاه كافرا ، وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان يعلم أنه إن هلك دخل النار ، فلا تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار ، وأنها التي قال الله : والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين . الآية .

التالي السابق


الخدمات العلمية