صفحة جزء
ذكر رمي المشركين المصطفى صلى الله عليه وسلم بالجنون

6568 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الأعلى حدثنا داود بن أبي هند عن عمرو بن سعيد عن سعيد بن جبير ، [ ص: 528 ] عن ابن عباس ، أن ضمادا قدم مكة من أزد شنوءة ، وكان يرقي من هذه الريح ، فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون : إن محمدا مجنون ، فقال : لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله أن يشفيه على يدي . قال : فلقيه ، فقال : يا محمد ، إني أرقي من هذه الريح ، وإن الله يشفي على يدي من شاء فهل لك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد ، فقال : أعد علي كلماتك هذه ، فأعادها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات ، فقال : لقد سمعت قول الكهنة ، وقول السحرة ، وقول الشعراء ، فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ، هات يدك أبايعك على الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعلى قومك ؟ فقال : وعلى قومي . قال : فبايعه ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية ، فمروا بقومه ، فقال صاحب السرية للجيش : هل أصبتم من هؤلاء شيئا ؟ فقال رجل من القوم : أصبت منهم مطهرة . قال : ردوها ، فإن هؤلاء قوم ضماد .

التالي السابق


الخدمات العلمية