صفحة جزء
ذكر حاطب بن أبي بلتعة حليف أبي سفيان

7119 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني حدثنا ابن فضيل عن حصين بن عبد الرحمن عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : سمعت عليا يقول وهو على المنبر : بعثني النبي صلى الله عليه وسلم وأبا مرثد السلمي ، وكلانا فارس ، قال : انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ ، فإن بها امرأة ومعها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين ، فأتوني بها ، فأدركناها وهي على بعير لها ، حيث قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : أين الكتاب الذي معك ؟ فقالت : ما معي كتاب ، قال : فأنخنا بعيرها وفتشنا رحلها ، فقال صاحبي : ما نرى معها شيئا ، فقلت له : لقد علمت ما كذبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذي يحلف به لتخرجنه أو لأجزنك بالسيف ، فلما رأت الجد أهوت إلى حجزتها ، وعليها إزار من صوف ، فأخرجت الكتاب ، فأتينا به [ ص: 58 ] النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا حاطب ما حملك على الذي صنعت ؟ فقال : يا رسول الله ، ما بي أن لا أكون مؤمنا بالله ورسوله ، ولكني أردت أن يكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدق ، لا تقولوا له إلا خيرا ، فقال عمر : يا رسول الله ، إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين فدعني حتى أضرب عنقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوليس من أهل بدر ؟ ما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على أهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة ، فدمعت عين عمر ، وقال : الله ورسوله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية