صفحة جزء
[ ص: 250 ] 1055 - أخبرنا عبد الباقي بن عبد الجبار الهروي ببغداد ، أن عمر البسطامي أخبرهم ، أنا أحمد بن محمد ، أنا علي بن أحمد ، أنا الهيثم بن كليب ، نا العباس بن محمد بن حاتم الدوردي ، نا أحمد بن المفضل ، نا أسباط بن نصر الهمداني ، قال : زعم السدي ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه قال : لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين ، وقال : اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة : عكرمة بن أبي جهل ، وعبد الله بن خطل ، ومقيس بن صبابة ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح .

فأما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة قد سبق إليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر فسبق سعيد عمارا ، وكان أشب الرجلين فقتله .

وأما مقيس بن صبابة فأدركه الناس في السوق فقتلوه .

وأما عكرمة بن أبي جهل فركب البحر فأصابتهم عاصف ، فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة : أخلصوا ، فإن آلهتكم لا تغني عنكم [ ص: 251 ] شيئا هاهنا ، قال عكرمة : والله لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص لا ينجيني في البر غيره ، اللهم إن لك عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمدا حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما ، قال : فجاء فأسلم .

قال : وأما عبد الله بن أبي سرح فاختبأ عند عثمان بن عفان ، فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس للبيعة جاء به حتى وقفه على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، بايع عبد الله ، فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا ، كل ذلك يأبى ، فبايعه بعد ذلك ، ثم أقبل على أصحابه ، فقال : أما كان فيكم رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ؟ قالوا : ما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك ، ألا أومأت إلينا بعينك ؟ قال : إنه لا ينبغي لنبي أن يكون له خائنة أعين
.

سئل عنه الدارقطني فقال : يرويه أحمد بن المفضل ، عن أسباط ، عن السدي ، عن مصعب بن سعد ، عن سعد .

ورواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن أبيه ، عن أحمد بن المفضل ، عن أسباط ، عن سماك ، ووهم في قوله : عن سماك ، وإنما هو عن السدي .

التالي السابق


الخدمات العلمية