صفحة جزء
273 - وبه أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا الحسن بن الربيع الكوفي ، ثنا داود بن عبد الرحمن ، ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن أبي الطفيل قال : قلت : حدثني عن بناء الكعبة قبل أن تبنيها قريش ، قال : كانت بناء بورس ليس بمدر ، تنزوه العناق ، وتوضع الكسوة على الجدر ، ثم إن سفينة للروم أقبلت حتى إذا كانت بموضع - ذكره - انكسرت ، فسمعت بها قريش ، فركبوا إليها ، فأخذوا خشبها ، ورومي يقال له : بلعوم نجار ، فلما أتوا مكة قالوا : لو بنينا بيت ربنا ، فاجتمعوا لذلك ونقلوا الحجارة حجارة الضواحي ، فبينا النبي - صلى الله عليه وسلم - ينقلها إذ انكشفت سوءته ، فنودي : يا محمد استر عورتك ، وذلك أول ما نودي ، والله أعلم ، فما رئيت عورته بعد ذلك ، فلما جمعوا الحجارة وهموا بنقضها خرجت حية سوداء الظهر بيضاء البطن رأسها مثل رأس الجدي تمنعهم كلما أرادوا هدمها ، فلما رأوا ذلك اعتزلوا عند المقام ثم قالوا : ربنا أردنا عمارة بيتك ، فنزل طير أسود ظهره أبيض بطنه أصفر الرجلين فأخذها فجرها حتى أدخلها أجيادا ، ثم هدموها ، وبنوها عشرين ذراعا طولها .

[ ص: 230 ] قال أبو الطفيل : فاستقرضت قريش بعض الخشب .

روى الإمام أحمد منه ( ذكر بناء الكعبة ) وقوله : ( فبينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يحمل حجارة من أجياد ، وعليه نمرة ) وآخره : ( فلم ير عريانا بعد ذلك ) ، عن عبد الرزاق .

وروى الطبراني ، عن إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي ، عن يحيى بن عثمان ، عن محمد بن كثير المصيصي ، عن عبد الله بن واقد ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن نافع بن سرجس قال : قلت لأبي الطفيل : كيف كانت الكعبة في الجاهلية ؟ فذكر نحو حديث معمر .

التالي السابق


الخدمات العلمية