صفحة جزء
35 - وأخبرنا أبو علي ضياء بن أبي القاسم بن أبي علي يعرف بابن الخريف - ببغداد - أن أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أخبرهم ، ثنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري إملاء ، أبنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان - قراءة عليه وأنا أسمع - ثنا بشر بن موسى الأسدي ، ثنا هوذة بن خليفة ، ثنا عوف ، عن زرارة بن أوفى ، قال : قال ابن عباس رضي الله عنهما : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما كان ليلة أسري بي ، وأصبحت بمكة فظعت بأمري ، وعرفت أن الناس مكذبي [ ص: 41 ] قال : فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم معتزلا حزينا ، فمر به أبو جهل ، فجاء حتى جلس إليه ، فقال له كالمستهزئ : هل كان من شيء ؟ قال : نعم قال : وما هو ؟ قال : إني أسري بي الليلة ، قال : إلى أين ؟ قال : إلى بيت المقدس ، قال : ثم أصبحت بين ظهرانينا ؟ قال : نعم ، قال : فلم يره أنه يكذبه ؛ مخافة أن يجحد الحديث إن دعا قومه ، وقال له : أتحدث قومك ما حدثتني إن دعوتهم إليك ؟ قال : نعم ، قال : هيا يا معشر بني كعب ، قال : قال : فتنقضت المجالس فجاءوا حتى جلسوا إليهما ، فقال : حدث قومك ما حدثتني ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني أسري بي الليلة ، قالوا : إلى أين ؟ قال : إلى بيت المقدس قالوا : ثم أصبحت بين ظهرانينا ؟ قال : نعم ، قال : فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه مستضحكا لما يحدث زعم ، فقالوا : أتستطيع أن تنعت لنا المسجد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذهبت أنعت لهم فما زلت أنعت وأنعت حتى التبس علي النعت ، قال : فجيء بالمسجد وأنا أنظر إليه حتى وضع دون دار عقيل ، أو دار عقال قال : فنعته وأنا أنظر ، فقال القوم : أما النعت فقد والله أصاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية