صفحة جزء
14 - وأخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد - بأصبهان - وفاطمة بنت سعد [ ص: 25 ] الخير - بالقاهرة - أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم ، أبنا محمد بن ريذة ، أبنا سليمان بن أحمد الطبراني ، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ، ثنا محمد بن يوسف الفريابي ، ثنا عبد الحميد بن بهرام ، ثنا شهر بن حوشب ، عن عبد الله بن عباس قال : حضرت عصابة من اليهود نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يوما ، فقالوا : يا أبا القاسم ، حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن إلا نبي ؟ قال : سلوني عم شئتم ، ولكن اجعلوا لي ذمة الله وما أخذ يعقوب على بنيه لئن أنا حدثتكم شيئا فعرفتموه لتتابعني " ، قالوا : فذلك لك ، قالوا : أربع خلال نسألك عنها ، أخبرنا أي الطعام حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة ؟ .

وأخبرنا كيف ماء المرأة من ماء الرجل ، وكيف يكون الأنثى منه والذكر ؟ وأخبرنا كيف هذا النبي الأمي في النوم ؟ ومن وليه من الملائكة ؟ قال : " فعليكم عهد الله لئن أنا أخبرتكم لتتابعني " ، فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق ، قال : " فأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى ، هل تعلمون أن إسرائيل مرض مرضا شديدا فطال سقمه فنذر نذرا لئن عافاه الله من سقمه ليحرمن أحب الشراب إليه وأحب الطعام إليه ، فكان أحب الطعام إليه لحمان الإبل ، وأحب الشراب إليه ألبانها " ، قالوا : اللهم نعم ، قال : " اللهم اشهد عليهم " ، قال : " فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو هل تعلمون أن ماء الرجل غليظ ، وأن ماء المرأة أصفر رقيق ، فأيهما علا كان الولد والشبه بإذن الله ، إن علا ماء الرجل كان ذكرا بإذن الله ، وإن علا ماء المرأة كان أنثى بإذن الله " ، قالوا : اللهم نعم ، قال : " اللهم اشهد [ ص: 26 ] عليهم " ، قال : " فأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى ، هل تعلمون أن النبي الأمي هذا تنام عيناه ولا ينام قلبه " ، قالوا : اللهم نعم ، قال : " اللهم اشهد عليهم " ، قالوا : أنت الآن فحدثنا من وليك من الملائكة ؟ فعندها نجامعك أو نفارقك ، قال : " فإن وليي جبريل - عليه السلام - ولم يبعث الله عز وجل نبيا قط إلا وهو وليه " ، قالوا : فعندها نفارقك ، لو كان وليك سواه من الملائكة لاتبعناك وصدقناك ، قال : " فما يمنعكم أن تصدقوه ؟ " قالوا : هو عدونا ، فعند ذلك قال الله عز وجل :
من كان عدوا لجبريل فإنه نـزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين من كان عدوا لله ، إلى : وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ، فعند ذلك : فباءوا بغضب على غضب
.

التالي السابق


الخدمات العلمية