صفحة جزء
آخر

79 - أخبرنا أبو طاهر المبارك ابن أبي المعالي الحريمي وأبو أحمد عبد الله بن أحمد الحربي ، أن هبة الله أخبرهم ، أبنا الحسن ، أبنا أحمد ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا سريج ويونس ، قالا : ثنا حماد - يعني ابن سلمة - ( ح ) .

80 - وأخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد - بأصبهان - وفاطمة بنت سعد [ ص: 87 ] الخير - بالقاهرة - أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم ، أبنا محمد [ أبنا سليمان ] بن أحمد الطبراني ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا حجاج بن المنهال ، ثنا حماد بن سلمة ، عن أبي عاصم الغنوي ، عن أبي الطفيل ، قال : قلت لابن عباس : يزعم قومك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمل بالبيت وأن ذلك سنة ، فقال : صدقوا وكذبوا ، قلت : وما صدقوا وما كذبوا ؟ قال : صدقوا ؛ رمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، وكذبوا ؛ ليس سنة ، إن قريشا قالت زمن الحديبية : دعوا محمدا وأصحابه حتى يموتوا موت النغف ، فلما صالحوا على أن يقدموا من العام المقبل يقيموا بمكة ثلاثة أيام ، فقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمشركون من قبل قعيقعان ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : ارملوا بالبيت ثلاثا وليس بسنة ، قلت : ويزعم قومك أنه طاف بالصفا والمروة على بعير وأن ذلك سنة ، فقال : صدقوا وكذبوا ، فقلت : ما صدقوا وكذبوا ؟ قال : صدقوا ؛ قد طاف بين الصفا والمروة على بعير ، وكذبوا ليست بسنة ، كان الناس لا يدفعون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يصرفون عنه ، فطاف على بعير ليسمعوا كلامه ولا تناله أيديهم .

قلت : ويزعم قومك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعى بين الصفا والمروة وأن ذلك سنة ، قال : صدقوا ؛ إن إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - لما أمر بالمناسك عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه فسبقه إبراهيم ، ثم ذهب به جبريل - صلى الله عليه وسلم - إلى جمرة العقبة فعرض له شيطان - يعني ، قال يونس : الشيطان - فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، حتى عرض عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات ، قال : قد تله للجبين - قال يونس : وثم تله للجبين - وعلى إسماعيل قميص أبيض ، وقال : يا أبة ، إنه ليس لي ثوب تكفني فيه غيره ، [ ص: 88 ] فاخلعه حتى تكفني فيه ؟ فعالجه ليخلعه ، فنودي من خلفه :
أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ، فالتفت إبراهيم فإذا هو بكبش أبيض أقرن أعين ، قال ابن عباس : لقد رأيتنا نتبع ذلك الضرب من الكباش ، قال : ثم ذهب به جبريل - عليه السلام - إلى الجمرة القصوى ، فعرض له الشيطان ، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم ذهب به جبريل - عليه السلام - إلى منى ، قال : هذا منى - قال يونس : - هذا مناخ الناس ، ثم أتى به جمعا ، فقال : هذا المشعر الحرام ، ثم ذهب به إلى عرفة ، فقال ابن عباس : هل تدري لم سميت عرفة ؟ قلت : لا ، قال : إن جبريل - صلى الله عليه وسلم - قال لإبراهيم - عليه السلام - عرفت ؟ عرفت ؟ - قال يونس : هل عرفت ؟ - قال : نعم ، قال ابن عباس : ثم سميت عرفة .

ثم قال : هل تدري كيف كانت التلبية ؟ قلت : وكيف كانت ؟ قال : إن إبراهيم لما أمر أن يؤذن الناس بالحج خفضت له الجبال رؤوسها ، ورفعت له القرى ، فأذن في الناس بالحج
.

هذا لفظ حديث الإمام أحمد .

وقال أيضا : ثنا مؤمل ، ثنا حماد ، ثنا أبو عاصم الغنوي قال : سمعت أبا الطفيل ، فذكره ، إلا أنه قال : لا تناله أيديهم ، وقال : وثم تل إبراهيم إسماعيل للجبين .

[ ص: 89 ] سقط من نسخة سماعنا : قال يونس : الشيطان ، حسن .

وفي رواية علي بن عبد العزيز قد رمل بالبيت - وعنده : ما صدقوا وما كذبوا ؟ قال : صدقوا ؛ أنه قد رمل ، وكذبوا ؛ ليست بسنة ، أن قريشا قالت : دعوا محمدا وأصحابه زمن الحديبية حتى يموتوا موت النغف ، فلما صالحوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجيئوا من العام المقبل فيقيموا بمكة ثلاثة أيام ، فقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العام المقبل والمشركون من قبل قعيقعان . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : ارملوا بالبيت ، وليست سنة .

قلت : يزعم قومك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طاف بين الصفا والمروة على بعير ، وأن ذلك سنة ، قال : صدقوا وكذبوا ، قال : قلت : ما صدقوا وما كذبوا ؟ قال : صدقوا ؛ قد طاف على بعير ، وكذبوا ؛ ليست سنة ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يدفع عنه الناس ، ولا يضربون عنه ، فطاف على بعير ليسمعوا كلامه .

قلت : يزعم قومك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعى بين الصفا والمروة وأن ذلك سنة ، قال : صدقوا ؛ إن إبراهيم - عليه السلام - لما أمر بالمناسك اعترض عليه الشيطان عند المسعى ، فسابقه فسبقه إبراهيم - عليه السلام - ثم ذهب به جبريل - عليه السلام - إلى جمرة العقبة ، فعرض له الشيطان ، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، حتى عرض عند الجمرة الوسطى ، فرماه بسبع حصيات ، حتى ذهب ، ثم تله وعلى إسماعيل قميص أبيض ، فقال له : يا أبة ، إنه ليس قميص تكفني فيه غير هذا ، فاخلعه عني فكفني فيه ، والتفت إبراهيم - عليه السلام - فإذا هو بكبش أعين أبيض أقرن فذبحه ، ثم ذهب به جبريل ، وفيه قال : إن جبريل - عليه السلام - قال : هل [ ص: 90 ] عرفت ؟ قال : نعم ، ثم قال ابن عباس : هل تدري كيف كانت التلبية ؟ وآخره فأذن بالناس ، والباقي مثله .

التالي السابق


الخدمات العلمية