صفحة جزء
[ ص: 26 ] عمرو بن ميمون الأودي أبو عبد الله الكوفي ، عن ابن عباس

32 - أخبرنا أبو طاهر المبارك الحريمي ، وأبو أحمد عبد الله الحربي ، أن هبة الله أخبرهم ، أبنا الحسن ، أبنا أحمد ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا يحيى بن حماد ، ثنا أبو عوانة ، ثنا أبو بلج ، ثنا عمرو بن ميمون ، قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه سبعة رهط . قالوا : يا أبا عباس ! إما أن تقوم معنا ، وإما أن تخلونا هؤلاء . قال : فقال ابن عباس : بل أقوم معكم . قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى . قال : فابتدؤوا فتحدثوا ، فلا ندري ما قالوا . قال : فجاء ينفض ثوبه ، ويقول : أف وتف ، وقعوا في رجل له عشر ، وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه وسلم : لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا ، يحبه الله ورسوله ، قال : فاستشرف لها من استشرف . قال : " أين علي ؟ " قالوا : هو في الرحل يطحن . قال : " وما كان أحدكم يطحن " . قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر . قال : فنفث في عينه . ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه ، فجاء بصفية بنت حيي . قال : ثم بعث فلانا بسورة التوبة . فبعث عليا خلفه ، قال : " لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه " . قال : وقال لبني عمه : " أيكم يواليني في الدنيا والآخرة " قال : وعلي جالس ، فأبوا ، فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة . قال : فتركه ثم أقبل على رجل منهم . فقال : " أيكم يواليني في الدنيا والآخرة فأبوا ، قال : فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة . فقال : " أنت وليي في الدنيا والآخرة " . قال : وكان أول من أسلم من الناس بعدخديجة ، قال : وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على علي [ ص: 27 ] وفاطمة وحسن وحسين . فقال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قال : وشرى علي نفسه . لبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم ثم نام مكانه . قال : وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء أبو بكر رضي الله عنه وعلي نائم وأبو بكر يحسب أنه نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : فقال : يا نبي الله ! قال : فقال له علي : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون ، فأدركه .

قال : فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار ، قال : وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ، ثم كشف عن رأسه . فقالوا : إنك للئيم . كان صاحبك نرميه فلا يتضور ، وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك .

قال : وخرج بالناس في غزوة تبوك . قال : فقال علي : أخرج معك . فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم : " لا " . فبكى علي . فقال له : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنك لست بنبي ، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " . قال : وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنت وليي في كل مؤمن بعدي " . قال : وسد أبواب المسجد غير باب علي . قال : فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره . قال : وقال : " من كنت مولاه فإن مولاه علي " . قال : وأخبرنا الله عز وجل أنه قد رضي عنهم ؛ عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم . هل حدثنا أنه سخط عليهم بعد .

قال : وقال نبي الله صلى الله عليه وسلم لعمر حين قال : ائذن لي فلأضرب عنقه - يعني حاطب بن أبي بلتعة لما بعث كتابا إلى قريش فاستأذن عمر النبي صلى الله عليه وسلم في ضرب عنقه - قال : " وكنت فاعلا ! وما يدريك لعل الله قد اطلع إلى أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم
.

التالي السابق


الخدمات العلمية