صفحة جزء
[ ص: 28 ] 34 - وأخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد ، وفاطمة بنت سعد الخير ، أن فاطمة الجوزدانية أخبرتهم ، أبنا محمد بن عبد الله ، أبنا سليمان بن أحمد الطبراني ، ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ، ثنا كثير بن يحيى ، ثنا أبو عوانة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، قال : كنا عند ابن عباس فجاءه سبعة نفر وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى . فقالوا : يا ابن عباس ! قم معنا ، أو قال : اخلوا يا هؤلاء ، قال : بل أقوم معكم . فقام معهم . فما ندري ما قالوا .

فرجع ينفض ثوبه ، ويقول : أف أف ، وقعوا في رجل قيل فيه ما أقول لكم الآن ، وقعوا في علي بن أبي طالب . وقد قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : لأبعثن رجلا لا يخزيه الله ، فبعث إلى علي وهو في الرحى يطحن ، وما كان أحدكم يطحن ؟ فجاؤوا به أرمد . فقال : يا نبي الله ! ما أكاد أبصر . فنفث في عينه وهز الراية ثلاث مرات ، ثم دفعها إليه . ففتح له .

فجاء بصفية بنت حيي . ثم قال لبني عمه : " أيكم يتولاني في الدنيا والآخرة " ثلاثا . حتى مر على آخرهم . فقال علي : يا نبي الله ! أنا وليك في الدنيا والآخرة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أنت وليي في الدنيا والآخرة " . قال : وبعث أبا بكر بسورة التوبة ، وبعث عليا على إثره . فقال أبو بكر : يا علي لعل الله ونبيه سخطا علي . فقال علي : لا ، ولكن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا ينبغي أن يبلغ عني إلا رجل مني وأنا منه " . قال : ووضع نبي الله صلى الله عليه وسلم ثوبه على علي وفاطمة والحسن والحسين ، وقال :
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا .

وكان أول من أسلم بعد خديجة من الناس . قال : وشرى علي نفسه ، لبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم ثم نام مكانه .

قال : وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر ، فقال : إلي يا رسول الله ! وأبو بكر يحسبه نبي الله صلى الله عليه وسلم . فقال علي : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه . فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار ، وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمى ، وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا [ ص: 29 ] يخرجه حتى أصبح ، ثم كشف عن رأسه حين أصبح . فقالوا : إنك للئيم . كان صاحبك نرميه بالحجارة فلا يتضور وأنت تضور ، وقد استنكرنا ذلك . قال : ثم خرج بالناس في غزاة تبوك . فقال له علي : أخرج معك ؟ فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم : " لا " فبكى علي . فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنك لست بنبي ، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " . قال : وقال له : " أنت ولي كل مؤمن بعدي " قال : وسد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب المسجد غير باب علي . فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره . قال : وقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " .

قال ابن عباس : فأخبرنا الله في القرآن أنه قد رضي عنهم عن أصحاب الشجرة يعلم ما في قلوبهم . فهل حدثنا أنه سخط عليه بعده . وقال : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر حين قال : أتأذن لي فأضرب عنقه - يعني حاطبا - فقال : " أوكنت فاعلا ! وما يدريك لعل الله يعني اطلع إلى أهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم
.

التالي السابق


الخدمات العلمية