صفحة جزء
آخر

65 - أخبرنا أبو طاهر الحريمي وأبو أحمد الحربي ، أن هبة الله أخبرهم ، أبنا الحسن ، أبنا أحمد ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا يعقوب ، ثنا أبي ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن الوليد بن نويفع ، عن كريب مولى ابن عباس ، عن ابن عباس قال : بعث بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقدم عليه وأناخ بعيره على باب المسجد ثم عقله ، ثم دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه ، وكان ضمام رجلا جلدا أشعر ذا غديرتين . فأقبل حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه ، فقال : أيكم ابن عبد المطلب ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا ابن عبد المطلب " قال : محمد ؟ قال : " نعم قال : ابن عبد المطلب إني سائلك ومغلظ في المسألة فلا تجدن في نفسك ، قال : " لا أجد في نفسي فسل عما بدا لك " . قال : أنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك ، آلله بعثك إلينا رسولا ؟ قال : اللهم نعم " . قال : فأنشدك بالله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك ، آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده لا نشرك به شيئا وأن نخلع هذه الأنداد التي كانت آباؤنا يعبدون معه ؟ قال : " اللهم نعم " . قال : فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك ، آلله أمرك أن تصلي هذه الصلوات الخمس ؟ قال : " اللهم نعم " . قال : ثم جعل يذكر فرائض الإسلام؛ فريضة فريضة ، الزكاة والصيام والحج وشرائع الإسلام كلها ، يناشده في التي قبلها . حتى إذا فرغ قال : فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، وسأؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتني عنه ثم لا أزيد ولا [ ص: 46 ] أنقص . قال : ثم انصرف راجعا إلى بعيره ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولى : " إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة " . قال : فأتى إلى بعيره فأطلق عقاله ، ثم خرج حتى قدم على قومه فاجتمعوا إليه فكان أول ما تكلم به أن قال : بئست اللات والعزى ، قالوا : مه يا ضمام ! اتق البرص والجذام اتق الجنون . قال : ويلكم ، إنهما والله ما يضران ولا ينفعان ، إن الله عز وجل قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا استنقذكم به مما كنتم فيه ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه . قال : فوالله ! ما أمسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلما ، قال : يقول ابن عباس : فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبة .

التالي السابق


الخدمات العلمية