صفحة جزء
557 - أخبرنا عبد المجيد بن عبد العزيز، عن ابن جريج، قال: أخبرني ابن أبي مليكة، قال: توفيت ابنة لعثمان بن عفان رضي الله عنه بمكة، فجئنا نشهدها، وحضرها ابن عباس وابن عمر، فقال: إني جالس بينهما جلست إلى أحدهما ثم جاء الآخر [ ص: 78 ] فجلس إلي، فقال ابن عمر لعمرو بن عثمان: ألا تنهى عن البكاء؟ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه" ، فقال ابن عباس: قد كان عمر يقول بعض ذلك ثم حدث ابن عباس، فقال: صدرت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه من مكة حتى إذا كنا بالبيداء إذا بركب تحت ظل شجرة، قال: فاذهب فانظر من هؤلاء الركب؟ فذهبت فإذا صهيب. قال: ادعه فرجعت إلى صهيب، فقلت: ارتحل فالحق بأمير المؤمنين، فلما أصيب عمر سمعت صهيبا يبكي ويقول: وا أخياه وا صاحباه، فقال عمر: يا صهيب أتبكي علي؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه" . قال: فلما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها، فقالت: يرحم الله عمر، لا والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه" فقالت عائشة رضي الله عنها: حسبكم القرآن ولا تزر وازرة وزر أخرى [الأنعام: 164] . وقال ابن عباس رضي الله عنهما عند ذلك: "والله أضحك وأبكى" . قال: ابن أبي مليكة: فوالله ما قال ابن عمر من شيء. أخرج الأول من كتاب الجنائز والثاني والثالث من الجزء الثاني من اختلاف الحديث.

التالي السابق


الخدمات العلمية