المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1069 [ 552 ] وعنه قال : أراد بنو سلمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد ، قال : والبقاع خالية ، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا بني سلمة ، دياركم تكتب آثاركم - وفي رواية : دياركم تكتب آثاركم ! فقالوا : ما كان يسرنا أنا كنا تحولنا .

رواه البخاري (656)، ومسلم (665) (281) .


[ ص: 291 ] [ ص: 292 ] (82) ومن باب : من كانت داره عن المسجد أبعد كان ثوابه أكثر

قوله " دياركم تكتب آثاركم " ، دياركم بالنصب على الإغراء ; أي الزموا دياركم . وتكتب : جزم على جواب ذلك الأمر . والآثار : الخطا . والبقاع جمع بقعة ; وهي المواضع الفارغة ، زاد في كتاب البخاري " وكره أن تعرى المدينة " ، وهذا تنبيه على علة أخرى تحملهم على مقامهم بمواضعهم ; وهي أنه كره أن تترك جهات المدينة عراء ، أي فضاء خالية فيؤتون منها . ومن هذا قوله تعالى : فنبذناه بالعراء [ الصافات : 145 ] ; أي : بموضع خال .

وهذا الحديث والأحاديث التي قبله تدل على أن البعد من المسجد أفضل ، فلو كان بجوار مسجد فهل له أن يجاوزه للأبعد ؟ اختلف فيه ; فروي عن أنس أنه كان يجاوز المحدث إلى القديم ، وروي عن غيره أنه قال : الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجرا . وكره الحسن وغيره هذا ، وقال : لا يدع مسجدا قربه ويأتي غيره - وهو مذهبنا ، وفي المذهب عندنا في تخطي مسجده إلى مسجده الأعظم قولان .

التالي السابق


الخدمات العلمية