المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1217 [ 621 ] وعنها قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة ، يوتر من ذلك بخمس ، لا يجلس في شيء إلا في آخرها .

وفي رواية ، قالت : كان يصلي ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر .

رواه البخاري (1140)، ومسلم (737)، وأبو داود (1338)، والترمذي (459)، والنسائي (1 \ 210)، وابن ماجه (1359) .


وقولها : إنه - صلى الله عليه وسلم - اضطجع [ بعد ركعتي الفجر ] على شقه الأيمن : هذه ضجعة الاستراحة من قيام الليل ، والأمر الذي في كتاب الترمذي محمول على [ ص: 374 ] الإرشاد إلى الراحة ، ولينشط لصلاة الصبح ، وليست بواجبة عند الجمهور ، ولا سنة ; خلافا لمن حكم بوجوبها من أهل الظاهر ، ولمن حكم بسنيتها ، وهو الشافعي ، والدليل على أنها ليست كذلك ; أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يفعلها دائما ، ألا ترى أن عائشة رضي الله عنها قالت : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى ركعتي الفجر ، فإن كنت مستيقظة حدثني ، وإلا اضطجع ؟ وأيضا فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يضطجع هذه الضجعة أيضا بعد فراغه من وتره ، وقبل ركعتي الفجر ، فدل ذلك : على أنها ليست مخصوصة بما بعد ركعتي الفجر ، ولا وجوبا ولا سنة ، والله تعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية