المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1294 [ 651 ] وعن علي بن أبي طالب : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طرقه وفاطمة ، فقال : ألا تصلون ؟ فقلت : يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله ، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا . فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قلت له ذلك . ثم سمعته وهو مدبر يضرب فخذه ، ويقول : وكان الإنسان أكثر شيء جدلا [ الكهف : 54 ]

رواه أحمد (1 \ 102)، والبخاري (1127)، ومسلم (775)، والنسائي (3 \ 205 - 206) .


[ ص: 408 ] وقوله : طرقه وفاطمة ; أي : أتاهما ليلا ، والطارق هو الآتي بالليل ، ومنه سمي النجم : طارقا في قوله : والسماء والطارق [ الطارق :1 ] وهذا الإتيان منه - صلى الله عليه وسلم - ; إنما كان منه ليوقظهما للصلاة ; بدليل قوله : ألا تصلون ؟! وقد استنكر منهما نومهما في تلك الليلة ; إذ خالفا عادتهما ، ووقت قيامهما ; ولذلك اعتذر له علي - رضي الله عنه - بقوله : إنما أنفسنا بيد الله ، فإذا شاء بعثها ; أي : أيقظها . وانصراف النبي - صلى الله عليه وسلم - عند سماعه هذا الكلام منه ، وضربه فخذه ، وتمثله بالآية ; يدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يرض بذلك الجواب منه ; لأن الحزم والتهمم بالشيء يقتضي أن لا ينام عنه ; لأن من تحقق رجاؤه بشيء ، واشتدت عنايته به ورغبته فيه ، أو خاف من شيء مكروه ; قل ما يصيبه ثقيل النوم ، أو طويله . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية