المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1330 (114) باب

إقراء النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن وتعليمه كيفية الأداء

[ 671 ] عن أنس بن مالك : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي : إن الله أمرني أن أقرأ عليك : لم يكن الذين كفروا [ البينة : 1] قال : آلله سماني لك ؟! قال : الله سماك لي قال : فجعل أبي يبكي .

رواه أحمد (3 \ 273)، والبخاري (3809)، ومسلم (799) (245)، والترمذي (3894) .


[ ص: 426 ] (114) ومن باب : إقراء النبي - صلى الله عليه وسلم -

قوله - صلى الله عليه وسلم - لأبي : إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن : إنما كان ذلك ليلقن عنه أبي كيفية القراءة مشافهة وصفتها ، وليبين طريق تحميل الشيخ للراوي بقراءته عليه ، وفي حديث عبد الله بن مسعود قراءة التلميذ على الشيخ . وكلاهما طريق صحيح . وتخصيص سورة (لم يكن)، لما تضمنته من ذكر الرسالة ، والصحف ، والكتب ; في قوله تعالى : رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة [ البينة : 2 - 3 ] وهو مناسب لحالهما . والله تعالى أعلم .

وقوله : آلله سماني لك ؟! بهمزة الاستفهام على التعجب منه ، إذ كان ذلك عنده مستبعدا ; لأن تسميته تعالى له ، وتعيينه ليقرأ عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ; تشريف عظيم ، وتأهيل لم يحصل مثله لأحد من الصحابة رضوان الله عليهم ، ولذلك لما أخبره بذلك بكى من شدة الفرح والسرور ; لحصول تلك المنزلة الشريفة ، والرتبة المنيفة .

التالي السابق


الخدمات العلمية