المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1339 (116) باب فضل فاتحة الكتاب وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة

[ 678 ] عن ابن عباس ، قال : بينما جبريل قاعد عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ، سمع نقيضا من فوقه ، فرفع رأسه ، فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم . فنزل منه ملك ، فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض ، لم ينزل قط إلا اليوم . فسلم وقال : أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته .

رواه مسلم (806)، والنسائي (2 \ 138) .


[ ص: 434 ] (116) ومن باب : فضل فاتحة الكتاب

قوله : سمع نقيضا من فوقه ; أي : صوتا . والنقيض : صوت الباب عند فتحه .

وقوله : بنورين ; أي : بأمرين عظيمين ، نيرين ، تبين لقارئهما، وتنوره ، وخصت الفاتحة بهذا ; لما ذكرناه ; من أنها تضمنت جملة معاني الإيمان والإسلام ، والإحسان . وعلى الجملة : فهي آخذة بأصول القواعد الدينية ، والمعاقد المعارفية . وخصت خواتيم سورة البقرة بذلك : لما تضمنته من الثناء على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعلى أصحابه - رضي الله عنهم - بجميل انقيادهم لمقتضاها ، وتسليمهم لمعناها ، وابتهالهم إلى الله ، ورجوعهم إليه في جميع أمورهم ; ولما حصل فيها من إجابة دعواتهم ، بعد أن علموها ، فخفف عنهم ، وغفر لهم ، ونصروا ، وفيها غير ذلك مما يطول تتبعه .

التالي السابق


الخدمات العلمية