المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1352 [ 689 ] وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها .

رواه أحمد (1 \ 432)، والبخاري (7141)، ومسلم (816)، وابن ماجه (4208) .


[ ص: 445 ] (120) ومن باب : لا حسد إلا في اثنتين

أصل الحسد : تمني زوال النعمة عن المنعم عليه ، ثم قد يكون مذموما ، وغير مذموم ، فالمذموم : أن تتمنى زوال نعمة الله عن أخيك المسلم ، سواء تمنيت مع ذلك أن تعود إليك أم لا ؟ وهذا النوع هو الذي ذمه الله - تعالى - بقوله : أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله [ النساء : 54] وأما غير المذموم فقد يكون محمودا ، مثل : أن يتمنى زوال النعمة عن الكافر وعمن يستعين بها على المعصية . وأما الغبطة : فهو أن تتمنى أن يكون لك من النعمة والخير مثل ما لغيرك ، من غير أن تزول عنه ، والحرص على هذا يسمى : منافسة ، ومنه : وفي ذلك فليتنافس المتنافسون [ المطففين :26 ] غير أنه قد يطلق على الغبطة حسدا ، وعليه يحمل الحسد في هذا الحديث ، فكأنه قال : لا غبطة أعظم أو أفضل من الغبطة في هذين الأمرين . وقد نبه البخاري على هذا ; حيث بوب على هذا [ ص: 446 ] الحديث : باب الاغتباط في العلم والحكمة .

وآناء الليل : ساعاته ، واحدتها : إني ، وإنى .

التالي السابق


الخدمات العلمية